كانت فلسطين عربية حتى قبل ظهور الإسلام، وما كان اليهود سكانًا لها أبدًا، إلا أنهم شعب اضطهده الغرب، فلجأ إلى دولة الخلافة الإسلامية حينما كانت قائمة، وانتقل الكثيرون منهم إلى دولة الخلافة العربية الإسلامية؛ طلبًا للأمن والعدل، فاستوطنوا أولًا الأندلس ثم فلسطين، وكانت أعدادهم قليلة، أَنَسُوا العدل في دولة الخلافة، وكانوا في كل أقطارها، ولعلهم لم يسلموا من الاضطهاد إلا عندما لجؤوا إليها، وكانوا يعيشون في العراق، والشام، والجزيرة العربية، وفي اليمن، وبفلسطين منهم أعداد قليلة لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة، ولكنهم أمنوا على أنفسهم وأموالهم وأهليهم بعدل حكَّام الخلافة، وكانوا يعيشون في طمأنينة، ولم يكن أحد منهم يدّعي أنه من سكان هذه البلاد، حتى فلسطين، ولم تظهر لهم مطالبة بالبقاء فيها أو حكمها، وكانت غاية ما يريدون أن يحيوا في ظل الدولة العربية في أمنٍ وأمان، حتى اقتسم الغرب تركة الرجل المريض -أعني دولة الخلافة العثمانية- ووُضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وحينها أعلن البريطانيون وعدهم المشؤوم، لا لليهود، ولكن للصهاينة منهم، وهم حركة عالمية نشأت في أوروبا، بزعمهم أن فلسطين خالية من السكان، رغم أن أهلها كثر، يعيشون في مدنها وقراها من آلاف السنين، وزعموا أن اليهود شعب لا وطن له، رغم أنهم يعيشون في دول أوروبا، ويحملون جنسياتها، فمنحوا الأرض الخالية بزعمهم؛ لمن لا وطن لهم، وما هي إلا حيلة للتخلص من اليهود، الذين كان الغربيون يكرهونهم ويريدون التخلص من مؤامراتهم، وذلك بنقلهم إلى فلسطين، وقرروا أن تكون لليهود وكالة تقوم بالمهمة القذرة، حيث تقنع اليهود بالانتقال إلى فلسطين، وتعدهم بالاستقرار فيها، وأصبحوا يتوافدون عليها من جميع الدول الغربية بخطة بريطانية محكمة، تشرف عليها الحكومة البريطانية، بل وتنفق عليها، وتضطهد عرب فلسطين وشعبها، حتى تجبر اليهود على ترك أوروبا والانتقال إلى فلسطين، ولما لم يحدث هذا اقتناعًا، أخذت تضغط على اليهود وتُهدّدهم، وتضغط على الفلسطينيين وتُهدّدهم عبر جماعات إرهاب يهودية، أعدتها لهذا الغرض، يقتلون من لا يستجيب لهم من الطرفين، ويستولون على أملاكهم وأموالهم، وتم استعمار فلسطين من قبل اليهود.
Check Also
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …