لم تعرف بلادنا “التحزب دينياً” كما لم تعرف ما سمي مع ظهور جماعة الإخوان في مصر بالإسلمة لأننا في هذا الوطن العزيز , مسلمون جميعاً وفي ظل دولة اسلامية حقاً تخضع الحياة فيها لشرع الله احكامه ومقاصده ولما عرض حسن البنا على جلالة الملك عبدالعزيز موحد هذا الوطن أن يفتح لجماعته مكتباً في السعودية, فكان الرد إننا مسلمون وأخوة لا نحتاج لجماعة تخبرنا بذلك, ورغم تاريخ الإخوان العريق في السرية والعنف, ورغم أن وطن الإسلام والعروبة وطننا الغالي استقبلهم حينما كانوا يشكون قمعاً, ولكنهم ما لبثوا إلا قليلاً, فبدأوا بإذاء من اكرموهم ولن ينسى من كان في سني عندما كانوا ينشئون لهم الخلايا في أي مكان حلوا به, خاصة عندما تسرب نفر منهم غلى مراحل التعليم المختلفة, خاصة الجامعات والتي خضعت فترة لهم حيث كان البعض منا يظنهم خبراء, وهم القوم الذين لم يبرز منهم أحد في تخصصه العلمي سواء كان دنيوياً أو دينياً, فكل قادتهم وعلى رأسهم مرشدهم الأول كان يعمل مع أبيه في إصلاح الساعات, وحتى مرشدهم اليوم وهو طبيب بيطري, والقليل جداً منهم الذي تلقى العلم في معاهده وكلياته الاكاديمية وأخذه عن علماء بارزين في العلم الشرعي, فأكثرهم تعلقوا بالطب بيطرياً وبشرياً والتخصص في التحاليل, ولم يبرز منهم أحد في هذا المجال, وهم أول من دعوا إلى التصنيف في بلادنا ولقنوه لتلاميذهم الذين ضموهم إلى تنظيمهم الدولي فلأول مرة سمعنا التصنيف بقومي وعلماني وليبرالي واشتراكي وشيوعي على ألسنتهم, مع ما يحمل هذا التصنيف من ذم وتهويل يبلغ حيناً حد الاتهام بالكفر, واصطدم بهم آنذاك المثقفون في بلادنا, وأما من استغلوا منا بالعلم الشرعي سواء أكان حصله عن علماء مكة والمدينة أم على علماء الدعوة في نجد كلهم كانوا يحذرونهم لما يسمعون منهم مما يؤدي إلى التسلق إلى المناصب عبر الدين, وهم جميعاً يحذرون هذا ولا يرضونه, التحق بالإخوان عصبة من شبابنا آنذاك فتلقوا عنهم السياسة في ثوب دين وأصل التزييف والكذب لبعض وعدم الوفاء بالعهد والغدر بمن أحسن إليك وهم اليوم بحت أصواتهم في الدفاع عنهم, ردهم الله إلى الصواب والحق.