المبالغة في النظر إلى الفروق بين البشر

إن النظر إلى الفروق بين البشر بسبب اللون أو الجنس أو ممارسة الحياة حسب الظروف القائمة، والحكم عليهم وفقها، أمر قد يؤدي إلى كل ما يوقع في الشر بينهم، فالأصل في البشر أنهم متساوون، وإن تمايزوا لوناً أو جنساً أو في الانتساب الى الأوطان والثقافات والأديان، وتلمس ما يجمع بينهم ويساوى في الحكم بينهم كبشر يتساوون في الفعل وفق العقل هو ما يجب أن يسعى البشر جادين في الوصول اليه، ليمنعوا اختلافاً مدمراً بينهم أثبتته البشرية الجامعة بينهم، لا يتمايزون فيما بينهم الا بفعل عقل ودين يرقى بهم فكراً وقدراً، فالمساواة بينهم عبر ذلك تمنع كما قلنا اختلافاً مدمراً قد يقضي على كل ما في البشر ما يقودهم الى الخير الكامن في نفوسهم واجتماعهم عليه، وهو ما يقتضى الاجتماع بينهم وفق عدل وانصاف يهديهم الى الطريق الأسلم كبشر، ويجمع بينهم في كل ماهو خير لهم، يهديهم الى التعاون فيما بينهم، ويمنع عنهم شقاقاً يفرق بينهم ويوقع العداوة الشديدة فيما بينهم، فيرى كل منهم أنه الأمثل والأقدر عقلاً وعملاً، وهو ما نلاحظه اليوم حيث يطلب البشر التمايز بينهم بكل ما ذكرنا ما يمكن أن يفرق بينهم، ولا خير فيه لعمارة هذه الأرض التي يعيشون عليها وينتفعون بما خلق الله لهم فيها من منافع ومواد تبنى عليها حياتهم، ويكسر حدة العداوة بينهم ويجعل بينهم من المودة ما يقرب بعضهم من بعض فاذا هم متعاونون لبناء حياة سليمة على أرضهم هذه، والحال انهم في كل ذلك إخوان متحابون.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

لا حياة إلا بطاعة الله

الحياة في الدنيا لا يمكن أن تكون قوية إلا مع الطاعة، فالطاعة هي ما تجعل …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: