من أهم الحقائق في الحياة أن الإرهاب يقوم به مجرمون من البشر متنوعي الأوطان والأديان، فلم يثبت قط أن الإرهاب يصدر عن بلد محدد وحده ولا عن أناس يعتنقون دينًا معينًا، فالإرهاب جريمة من الجرائم المتنوعة التي تنتشر في عالمنا اليوم وحتمًا لا يمكن أن يقال إن الجريمة لا يقوم بها سوى جنس محدد من البشر يستوطنون بلدًا معروفًا بالاسم، فالبشر جميعًا إذا مرضت نفوسهم يمكنهم القيام بكل أنواع الجرائم، ومن الخطأ الكلي الإصرار على أن الإرهاب لا يصدره إلى العالم إلا بلد واحد معروف، حتى وإن كثرت فيه الأحداث الارهابية، ولكن بتتبع الأفكار نجد منها نوعًا هو جذر لهذا الارهاب في سائر الدنيا، فقد أسس الارهابيون ثقافة تنشئ الارهاب، فالجريمة المنظمة التي ظهرت في الغرب، منذ زمن ليس باليسير، لها ثقافة كانت تنشرها مدارس للارهاب في الغرب تربى عليها من الشباب من سيكون فردًا منتسبًا لتلك المنظمات التي كانت تقوم بجرائم بشعة في مجتمعات الغرب، ويكون بعضهم قادة لها يقومون بالتخطيط، وظلت هذه المنظمات الإجرامية تعبث في المجتمعات الغربية زمنًا طويلا، واليوم نجد جماعات للارهاب كثيرة، تنسب نفسها إلى الأديان، وهي بعيدة عما تدعو اليه هذه الأديان، ولا تظنوا أن الاسلام وحده هو من تنتسب اليه هذه الجماعات، فقد ظهر مثلها في أديان كثيرة ومنها الدينان الكتابيان اللذان سبقا الاسلام، ولعل أول من دعا للحروب الصليبية أفراد مجرمون احترفوا الجريمة وقاموا بها في مدنهم على الحدود ثم تجرأوا على الانتقال الى مدن المسلمين، ثم دعا اليها الرهبان والملوك، واليهود لهم من المنظمات الارهابية مالا يحصيه الحصر قديمًا وحديثًا، وحتمًا هذا لا يعني دفاعًا عن جماعاتنا الارهابية والتي زاد انتشارها الآن، وتعددت أسماؤها، حتى لم يعد في الامكان حصرها، فكل يوم تولد جماعة، ولو كان ما تدعو اليه منطقيًا لتقبله الناس بسهولة مادام ينسب إلى دين يعتنقه أفراد مجتمعاتنا المسلمة، ولكنه فكر متطرف لا يجد دعاته صلة له بالاسلام ليرغبوا فيه الناس، فلم يجدوا سوى اللجوء الى العنف قتلا وتدميرا ليجبروا الناس في ظنهم السخيف على اعتناق أفكارهم ومنذ وجدوا وحتى اليوم ما أقنعوا سوى مرضى النفوس أمثالهم، فما أسهل القضاء عليهم لو كنا نعقل.