كأنِّي بالإرهابِ والطائفيَّةِ في حقيقتهما صنوان لا يختلفان، فالإرهابُ معتمده تكفيرُ كلِّ الذين يحاربهم، وهم -للأسف- الأمَّةُ كلّها، وهو ما بدأت به جماعاته التنظيريَّةُ له في البداية، وهي ما سمَّيناها الجماعات المتأسلمة، ونحنُ -ولا شك- على حقٍّ، فمن يستحل دماء المسلمين، وأموالهم، وأعراضهم لا يمكنُ لأحدٍ أن يُسمِّيه مسلمًا أبدًا، أيًّا كان ما يزعم أنَّه يدعو إليه، فجماعة مثلاً تحكم على جميع المسلمين كلِّها بأنَّها كافرةٌ، عادت إلى الجاهليَّة؛ لأنَّها تحكمُ بغير ما أنزل الله، وأنَّ شرطَ الإيمانِ بالإسلام هو إنفاذُ الحاكميَّة كما يراها، التي تجلبه إلى كرسيِّ الحكم، ثمَّ لا يحكم بالإسلام، وهذه الجماعات استطاعتْ أن تجدَ مَن يعينها على اقتناص بعض شباب المسلمين، من جميع أقطارهم التي يعيشون فيها؛ حتَّى غير المسلمة منها، ثمَّ يستخدم معهم من الأساليب ما يغسلُ به أدمغتهم، حتَّى يحوِّلهم إلى قنابل موقوتة، تقتل المسلمين في بلدانهم، وخارجها، وإنْ قتلت غيرهم فما ذاك إلاَّ لتثير الأممَ على المسلمين؛ بادِّعاء هذه الجماعات أنَّها تدعو للإسلام، وهي في الحقيقة المُرَّة إنَّما تدعو إلى ما يثير ضدَّ الإسلامِ والمسلمين، وبعضُ هذِه الجماعات نالتْ حظوةً عندَ بعض دول المسلمين، وصاروا مقاتلين في زمنٍ قصيرٍ، ومنها مَن لا يزال يدعم هذه الجماعات، وسيعودون إليه حتمًا، حين لا يجدون ملاذًا لهم، ويعيثون في أرضه فسادًا، ذاك هو أسلوبهم، وهذه هي غايتهم، وهم لا يؤمَنون أبدًا، وعلى المسلمين أن ينشئوا قوَّةً عسكريَّةً تواجههم في كلِّ مكانٍ في العالم، حتَّى يتمَّ القضاءُ عليهم، وأنْ تُعدّ المراكز العلميَّة التي تنقِّب عن أفكارهم، وأين توجد؟ حتَّى في تراثنا، وترد عليها بحقٍّ وعلمٍ حتَّى يعلمَ المسلمون كلهم، وخاصَّةً الشباب منهم، سقوط دعواهم، وأن ما يقومون به ليس هو ما حثَّ عليه الإسلامُ، أو أمر به، ويحشدُونَ مِن علماء الشريعة، والنفس، والاجتماع في هذه المراكز مَن يعملُونَ ليلَ نهار من أجلِ هذه الغاية، لإبطال كلِّ فكرةٍ دعوا إليها وروَّجوها في مجتمعات المسلمين، وألاَّ تأخذهم بهم رأفة في مجال المقاومة الأمنيَّة، والعسكريَّة، وليعلموا أنَّ بقاءَهم خطرُه ليس على مجتمعاتِ الأمَّة، ومقدَّراتها، بل وعلى الإسلام كدينٍ، حينما يصبحُ مجال سخريةٍ في هذا العالم، وقد بدأت هذه السخريةُ منذ ظهورهم، وانتشرت في كثيرٍ من دول العالم بالإسلام، وكتابه، ونبيّه، وحاجتنا اليوم ماسَّة لمنع الأذى عن ديننا، وكتاب ربنا، وسيِّدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهل أنتم فاعلون؟ هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.