مهما حاول أنصار الاخوان المصريين في هذا الوطن أن يماهوا بين الإسلام والاخوان، فلن يجدوا في هذا الوطن الذي شع منه نور الإسلام مؤيداً لهم، فهم يعرفون هذه الجماعة وعاشروا كثيرا من أفرادها حينما هاجروا إليها اثناء حكم الرئيس جمال عبدالناصر، خاصة من نالهم منهم ضرراً، فليس منهج الاخوان المعلوم هو منهج الإسلام أبداً، وليس بينهم من علماء الشريعة أحد يوثق بعلمهم، فكل عالم انضم إليهم بمجرد اكتشاف ما يخططون له خرج عن جماعتهم ولم يعد إليهم، والحقيقة التي لا يحتاج أحد إلى اثباتها أن جماعة الاخوان جماعة سياسية هدفها الوصول إلى الحكم واستاذية العالم، الذي لن تتحقق أبداً، وقد جاءت الفرصة عبر أحداث ما سمي بالربيع العربي، والذي عبث الغرب بأحداثه، لتستمر في عدد من دولنا فوضى عارمة استغلتها كل الجماعات المنحرفة فكرياً، وأسست لها أحزاباً سياسية، فجماعة الاخوان رضخت لشروط إنشاء الأحزاب وكونت حزباً، والسلفيون في مصر رغم حربهم للأحزاب وتفكيرهم لمن ينتسب إليها، أسست أحزابا متعددة النور والدعوة السلفية والوطن والبناء وغيرها، بل حتى الجماعات الإرهابية التي قتلت السادات وقتلت عددا من المصريين والأجانب، والتي كان أفرادها محكوم عليهم بالسجن مدداً طويلة اخرجوا من السجون وأسسوا احزاباً لهم فالسلفية الجهادية والجماعة الإسلامية اسسوا الاحزاب، رغم أن القانون المصري لا يجيز اقامة أحزاب ذات مرجعية دينية، والغريب أنه لم يعدل هذا القانون أو يلغى واقيمت هذه الاحزاب المحترفة القتل والاغتيال، وحتما أسوأ سلوك يتبناه مسلم أن يتاجر بالدين، ويلبس غاياته السياسية ورغبته أن يحكم تحت أي نظام قانوني لباسه الدين زوراً وبهتاناً، فالاخوان إذا أرادوا الحكم فعليهم أن يحتملوا اختلاف الاحزاب الأخرى معهم وسعيهم مثلهم للوصول للحكم، وليس من حقهم أن يجعلوا الدين وسيلة لهم ليصلوا إلى الحكم، فالدين براء من هذه الأساليب المتاجرة به، وعلى الذين يهذون بغير هذا ويريدون اقناعنا أن من يخالف الاخوان يخالف الإسلام أن يكفوا عن هذا الغباء، فلن يخدعوننا بما يقولون فجماعة الاخوان تختلف مع الناس سياسياً لا دينياً، وهذا الاختلاف لا علاقة له بالدين ولعلهم يعقلون فهو ما نرجو والله ولي التوفيق.