من الظواهر الغريبة في زماننا هذا أن نجد من يرتكب الخطيئة ولا أقول الخطأ، تلك الخطيئة التي يحرمها الدين، ولا يقبلها العقل، مثل أن يتهم بريئين بالفساد وبجريمة كبرى مثل التخطيط لقلب نظام الحكم مثلاً، أو إشاعة الفساد الذي لا يحدده ولا يذكر من أشاعه، أو إتهام صحافة بلاده بأن صحفييها وكُتّابها مرتزقة، يبيعون مواقفهم لقاء الأموال من الداخل والخارج، ويجري لسانه كل لفظ خبيث من سب وذم نهى الله ورسول – صلى الله عليه وسلم- عنه، لا تجد على لسانه من الخير شيء، يتحامى أن ينطق بالكلمة الطيبة، ويجري على لسانه سيئ الكلام كل حين، ويوزع أخطر التهم على عباد الله دون بينة، ولدينا عدد من هؤلاء، لا تراهم يظهرون ويصطفون إلا وراء كل مرتكب خطيئة، بموقف منحرف كما حدث في الأيام الأخيرة من الشيخ عبدالمحسن العبيكان، وما استنكره عقلاء هذا الوطن، فإذا بهم يصطفون وراءه لا بنصرة حق له عليها دليل، وإنما بألفاظ سوء لا يجري بها لسان عالم يخشى الله، ويوم أن تحدث أحدهم بسوء عن جامعة الملك عبدالله وأرغى وأزبد وأتهم، رأيناهم يصطفون وراءه كما اصطفوا من قبل عندما أفتى بقتل بعض أصحاب القنوات الفضائية، وهكذا هم وراء كل من أخطأ في حق أبناء هذا الوطن، سواء أكانوا مسؤولين أم مواطنين، وأحد سيئ السمعة منهم، يدفعه حبه للظهور إلى أن يطلب مناظرة رئيسي تحرير صحيفتين، ظناً منه أن مثل هذا سيجاب إليه، وما علم أن الناس لا يجادلون أهل السباب واللعن والدعاء على الخلق ظلماً، فمثل هؤلاء حتى وإن كثرت ثرثرتهم فلا أحد يلتفت إليهم، فالدين إنما يصونه إظهار محاسنه للخلق ودعوتهم إليه بالحسنى، وللوطن إنما ينصر بالعلم والعمل على رقيه لا بالثرثرة الفارغة التي تفرق الأمة وتبث الأحقاد والضغائن، ودعاؤنا دوماً أن يحفظ الله هذا الوطن وأهله من كل سوء، ولا يؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا، وأن يجمعنا على كلمة خير وهدى، لنبني لهذا الوطن مجداً لا يمحوه الزمان، فالاشتغال بمثل ما يشتغل به هؤلاء لا ينفعهم ويضر وطنهم وأهله، وهم وإن احتشدوا في مثل هذه المواقف فلن يضرونا في شيء أبداً، فقبلهم من أمثالهم كثيرون فشلوا وسارت الأمة لمستقبلها وتركتهم وراءها يتلفتون فهل يدركون؟ هذا هو ما أرجو.
والله ولي التوفيق.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …