مع الإعلان عن خطة التحول في بلادنا، وما نُشر عنها من معلوماتٍ يسيرة، تعتبر رؤوس أقلام، أصبح كل المواطنين مهتمين ولاشك بمستقبل الوطن، وأصبح الحديث عنها شغلهم الشاغل، وانشغل كُتَّاب الصحف بذلك أيضًا، فأماني أبناء الوطن حافلة، يتمنون أن تتحقق سريعًا، فيرون اقتصاد وطنهم في دخله متنوعًا، لا يعتمد فقط على سلعة واحدة هي النفط، بل يعتمد على ألوان من الأنشطة الاقتصادية المتنوعة، بحيث لا يخشون أن دخل بلادهم يتأثر بشكل كبير لمجرد انخفاض أسعار البترول، ورغم أن بلادهم والحمد لله بما ادخرت لم تتعرض إلى أي مشكلة رغم الانخفاض في أسعار البترول، وأن تفكر الدولة في مواجهة مشكلة الدخل من مورد واحد يعني أنها تسعى لتأمين المستقبل لمواطنيها، لهذا فعلى المواطنين إذا وُضعت الخطط لذلك أن يُعينوها على التنفيذ حتى تنجح، وينعموا بنتائجها، ومن له رأي حين يُعلَن عن تفاصيلها، فيمكنه أن يقترح ما يراه يساعد على تنفيذها ووصولها إلى أعظم النتائج، والنقد في غير حينه وقبل معرفة التفاصيل؛ لا يكون أبدًا مفيدًا، ثم إن التخصص في النقد ضروري، ليكون نقدًا يعتمد على معرفة على مجرد ترديد أوهام، ونحن اليوم في وقت تُهاجَم فيه بلادنا من أعداء لها حتى أن ما يكون من خططها صوابًا يسعون لتشويهه لما يُعتمل في نفوسهم من حقد، الذي هو مرض يُدمِّر صاحبه، ولا يضر أبدًا من يُوجّه ضده، فالله يحمي مَن يحقد عليه، فالحقد لا يُفيد صاحبه، وبلادنا تُبيِّن الحقائق، ولكن لا يعنيها حقد الحاقدين، أيًا كان مصدر هذا الحقد، وأيًا من قد كان صدر عنه، فالدول يبنيها العدل لا الحقد، فهي لا تأبه للحاقدين أبدًا، وقد مضت العقود تتوالى، وسرنا إلى المستقبل لا يعنينا مَن حَمَل في صدره لنا حقدًا أو ضغينة، ورغم أننا نتسامح في كثير من الأحيان مع بعض هؤلاء، ولكنا نعرفهم ونعرف ما في صدورهم من غل، نتجنَّب شرورهم، ونحن واثقون من أننا عند المواجهة قادرون على أن ننتصف لأنفسنا من أعدائنا، وفي مثل هذه الحالة فنحن جميعًا أبناء هذا الوطن صفنا واحد نحميه من أن يخترق، ونقويه بكل ما يصدر عنّا أقوالًا وأفعالًا، وبالتالي نعمل للوطن بكل جهد يمكننا بذله، لأن الوطن هو في النهاية غايتنا، نعمل من أجل أن تكون حياتنا فيه الأرقى والأفضل، نحميه بأرواحنا، ونبحث عن كل ما يجعله بنا أقوى وأكثر صمودًا في زمن الأخطار الذي نعيشه هذه الأيام، فالوطن أغلى ما يمكن للإنسان أن يخدمه، ولعلنا فاعلون.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …