لا أحد في هذا الوطن يحس بأن البحث العلمي فيه قد بلغ فيه شأواً عظيماً حتى إنّ نموه قد تضاعف بدليل أن نشر مخرجاته العلمية قد بلغت 217 % اذا ما قيست بنمو النشر العلمي في إيران، والصين وتركيا، هذا مضمون تصريح نشرته جريدة الوطن يوم الاثنين 14 / 7 / 1433هـ على لسان رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية رغم أن هذا النشر لا وجود له في أرض الواقع إلا أن يكون شيئاً تحتويه المخازن، أو يروج له خارج أسوار الوطن، وازدهار البحث العلمي في أي بلد له آثاره الملموسة، أما في بلادنا فلا آثار له يعرفها الناس أو يتابعونها، وبراءة الاختراعات التي بلغ عددها (300) براءة اختراع، لا أثر لها حتى خارج حدود المدينة العلمية، ولم يجد لها تطبيقات أفاد منها المجتمع، ثم إن السؤال الأهم لماذا يقاس البحث العلمي عندنا سواء نموه أو نشر مخرجاته بهذه الدول الثلاث، وهل بلغت في هذا المجال ما عدا الصين لتكون قدوة لمثلنا ونحن في نطاق الدول التي لم ترتق سلم التقدم بعد، إن مثل هذه التصريحات المبالغ فيها لا تخدم قضية تطور المجتمع وتحديث الحياة فيه، وكيف يكون يا سادتي لدينا بحث علمي مزدهر، ولدينا تعليم يعاني المشكلات، بل وهو السبب الرئيسي في أن الابداع كاد أن يغيب عن كافة مجالات العمل في هذا الوطن، اننا في أمس الحاجة أن تضبط تصريحات المسؤولين في بلادنا، فلا تصدر عنهم مخالفة للواقع، فقد كفانا احباطاً، فكثير مما يعلن لا نجد له صدى في أرض الواقع، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لم يلمس الناس لها أثراً في حياتهم إلا أن ينحصر أثرها في الرقابة التي تقوم بها على وسائل الاتصال الحديثة المهمة كالانترنت، والتي تفاجئك لوحاتها بمنع هذا الموقع أو ذاك وينصب المنع على موضوعات كثيرة لا اهمية لها ومنعها لا يؤثر في حجبها، لان الواقع اليوم يثبت ان الحجب لم يعد له أثره، لسهولة تجاوزه، ولأن هناك قنوات أخرى لوصول المعلومات دون حواجز، ولا يحصن أي مجتمع ضد الأفكار السيئة أو الخطرة سوى ثقافة راسخة تنتشر وتجعل الناس يحسنون الاختيار لما يطعلون عليه ثم يؤمنون به، فهل ندرك هذا هو ما نرجو والله ولي التوفيق.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …