التصنيف وسخافة العقول

لم تكن ساحتنا العلمية الدينية تعرف “التصنيف” بالادعاء أن فرداً أو جماعة معينة كالصحفيين مثلا أو كتاب الصحف وغيرهم او سكان اقليم أو جهة من البلاد يحكم عليها بمسميات توهم بأنهم يخالفون أحكام الدين أو انهم فاسدي العقيدة أو أن هؤلاء علمانيون او قوميون وللتصنيف اليوم ألقاب لا حصر لها، كلها أو جلها انما تصب في رغبات آثمة لشق صف ابناء هذا الوطن واحداث فتناً بينهم وتفريق وحدتهم الوطنية ليتمكن الأعداء من النفوذ الى نفوس المواطنين واغرائهم بكراهة بعضهم للبعض الآخر لتتاح له الفرصة للوصول الى غاياته، خاصة في الأوقات الحرجة التي تمر بها البلاد وهي تواجه جماعة مسلحة فتكت بالجار اليمن، وتستعد لمواجهة جيران اليمن، مثلها مثل كل الجماعات المتطرفة التي انتشرت في عالمنا الاسلامي، والتي تراث احداها هذا التصنيف الذي أبتلى به المسلمون في هذا العصر وهي جماعة الاخوان التي بثته بين شباب ما سمي بالصحوة، فسمعنا به اول مرة في الثمانيات الهجرية ورأينا بعدها وللأسف حتى في رسائل جامعية تحمل هذا التصنيف خاصة تلك التي تقدم الى اقسام العقيدة فسمعنا بمن يصنف أهل اقليم بأكمله بأنهم صوفيون فاسدوا العقيدة ولم يترك أحداً منهم الا ومسه بذم، وهو لا يعرفهم ولم يلتق بهم ولم يواجههم يأقواله المسمومة، ولم يكتف بهذا حتى مسّ أهل دولتين من دول الخليج لذات الأوهام هما الكويت والامارات بل ولما طبع رسالته اليها واضاف اليها اضافات كثيرة عند نشره الكتاب لاهميتها كما يقول ولم يقف عليها الا بعد المناقشة فأزداد شتماً وسباً لمن لم يرهم على طريقته ومنهجه.
وهذا المنهج من السخف بمكان واصحابه لا يتحرون عن ما يقولون بهتاناً ، ولا يقيمون عليه بينة، وانما يتناقلون سخفاً ولا يخشون غضب الله على كبائر الذنوب التي وقعوا فيها من الغيبة والبهتان ويريدون نشر فرقة بين اهل البلد الواحد مثل تلك التي حدثت بعد حرب الخليج الثانية ممن كنا نسميهم الفئة الضالة والذين حاولوا العبث بأمن هذا الوطن بعد خطب نارية للوقوع في أعراض الناس ومنهم قادة البلاد ومسؤوليها ممن نظروا لعنف رأينا آثاره في وطننا ولولا حرص الامة على تلافي آثاره مع الضرب بيد من حديد على يد كل عابث بأمن الوطن.
وقد نهى كل العقلاء عن هذا التصنيف من القادة ومن العلماء والمفكرين وعامة المثقفين ممن علموا اثاره الشديدة الضرر على المجتمع الآمن في بلادنا، ولكن هذا الصنف من الناس الذين اصبح التصنيف هواية لهم لا يتركونه أبداً وتسمعه هذه الايام كثيرا على الالسنة وتقرأه على صفحات الانترنت وكان فيما مضى لا يتهم به المعين، واليوم أوتي أهل السخف منهجاً جديداً في اتهام المعين وكأن أحداً أوكل اليهم الحكم على الخلق بما يشاءون، واذا كانوا لم يخشوا الله فخشيتهم للناس مفقودة الا ان واجهتهم العقوبات الرادعة ، ولنا ان نعلم عظيم النار من مستصغر الشرر، ولابد لنا للحفاظ على أمن الوطن أن نهتم بوحدة اهله الوطنية ونضرب على ايدي العابثين بها من هؤلاء السخفاء الذين يثيرون بينهم الفتن ويحرضون بعضهم على بعض باسم فهم سقيم للدين او لهوى نفس مضل يدفعهم لذلك فهل نلاحظ هذا هو ما أرجو والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: