إن أمة الإسلام ولا شك خير الأمم، ختم الله بها رسالاته إلى الأرض وجعلها أمة الوسط التي تحمل الخير للبشرية كلها، وقال في محكم كتابه عنها: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».
والمسلمون ما استقاموا على دينهم إلا وتحققت فيهم هذه الخيرية ولا شك، هم الأمة التي بقيت تدعو الناس إلى دين حق أنزله الله على رسوله الذي ختم بدينه الرسالات إلى الأرض فبقيت للبشرية صلة بربها قائمة حتى تقوم الساعة، وجعل منها هداة مرشدين إلى الحق مصلحين ينتشرون بين الناس حتى يأتي اليوم الأخير في هذه الدنيا، ولا تحرم أن يكون بينها من الهداة المهديين الذين ينشرون بين عباد الله الخير. إنها هدية الله إلى البشرية ليبقى الخير فيها ما دامت صلتهم قائمة بربهم، يستمعون إلى الحق ويتبعونه. والحمد لله الذي جعلنا من هذه الأمة التي اتبعت آخر الرسل إلى هذه الدنيا، وكنا الدعاة لما جاء به من الخير نرجوه للناس، ونرجو أن يلتزموا به ليسعدوا في الدارين. فالحمد لله والشكر له أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهدانا الى الإيمان بهذا الدين الذي جعلنا ممن يخرجون الناس به من الظلمات إلى النور، وجعل لنا القدرة أن نرد ضال المسلمين إليه بإذن الله، فالمهمة صعبة وعسيرة ولكنها تبع لمهمة الأنبياء وتلاميذهم العلماء تنشر الهدى بين البشر، وهي المهمة الأعظم التي تخرج الناس من الظلمات الى النور ومن الضلال الى الهدى، وإنَّا لنرجو أن نلقى الله وقد وفينا بالمهمة، ونلقى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنا، ونكون معه إن شاء الله بالجنة.