من أمراض الشيخوخة المنتشرة “الزهايمر” أو ما كنا نسميه “الخرف” وهو في زماننا تزداد الإصابة به بين كبار السن, وغالباً شريحة منهم لا بأس بها من المتقاعدين, الذين كثير منهم لا تسعفهم دخولهم, التي هي مرتباتهم التقاعدية أن يجدوا المال الكافي لعلاجهم من هذا الداء أو على الأقل تخفيف وطأته عليهم, وكبار السن إذا مرضوا فإنهم سيعانون في بلادنا أشد المعاناة, وأنتم تدركون هذا ولا شك, فمستشفياتنا الحكومية مع قلة امكاناتها وسوء خدماتها لن تسعفهم حين احتياجهم إليها, وهم إن أرادوا أن يضموا أنفسهم إلى المؤمن عليهم, فشركات التأمين جزء منها يرفض التأمين عليهم بداية, وشركات أخرى تطالب بدفع مبالغ تقصم الظهر, وأكثرهم لا يستطيعون دفعها, خاصة الموظفون المتقاعدون, والتي مهما بلغت مرتباتهم فلن يستطيعوا دفع أثمان الخدمات الطبية ولا أقساط التأمين اللازم لتلقيها, وطبعاً لا علاقة لمؤسسة التقاعد بخدمات من هذا النوع, فحتى اليوم لا نعرف لها خدمات تقدمها للمتقاعدين سوى صرف مرتباتهم التقاعدية عن طريق البنك العربي, رغم أننا نعلم أن أموالهم في صندوق التقاعد تستثمر وتتراكم, ولكنهم لا ينتفعون منها بأي وجه للانتفاع, ويبقى أن هذا المتقاعد كبير السن يشقى بأمراضه, خاصة إذا كانت من الأمراض المستعصية والتي يحتاج مريضها إلى عناية أكبر أثناء فترة المرض, وحتى يلقى وجه الله حين يخلصه من آلامه الأجل المحتوم, وفي بلاد أخرى يجد هؤلاء جمعيات خيرية يعمل فيها شباب يتطوعون بساعات من فراغهم للعناية بأمثال هؤلاء, خاصة من لا يجدون أقرباء يعتنون بهم.
إن اهمال كبار السن علامة على أن مجتمعنا يتخلف حضارياً, ويبتعد ولا شك عن أخلاق الإسلام التي عنيت بكبار السن وطلبت من الجميع توقيرهم , فهم قد خدموا وطنهم حينما كانوا قادرين فإذا كبروا وضعفت أبدانهم فلا بد من الوفاء لهم, وهو ما نرجوه والله ولي التوفيق..