الضغط على المظلوم لا يفلح

لاشك أن قضية فلسطين منذ نشأتها، والغرب يسلك في حلها طريقاً لا يمكن أن يفلح في أن تنتصر الصهيونية ومن يناصرونها على العرب باستمرار، ذلك أن العرب هم المظلومون في هذه القضية، والصهيونية ومن يناصرونها هم الظالمون ولاشك، فمحاولة إقناع العالم بأن فلسطين حينها وطن بلا سكان، واليهود كما يزعمون سكان بلا وطن، كذب صريح لا يصدق به أحد في هذا العالم منذ نشأة هذه القضية، فالكل يعلم أن الفلسطينيين هم سكان أرض فلسطين من آلاف السنين، وأن الصهاينة لا حق لهم فيها تاريخياً ولا دينياً، وعند نشأة القضية كانت لهم أوطان أخرى يعيشون فيها، وإن ظلمهم أحد فهو الغرب الذي هجّرهم من أوطانهم إلى فلسطين دون وجه حق، وإن ادّعى لهم فيها حقوقاً لم تكن لهم أصلاً، وساعدهم على أن يدخلوا حرباً مع الفلسطينيين، أهلها الأصليين، مرات عدة، ومنحهم السلاح ووقف في صفهم حتى احتلوا أرضاً لا يملكونها، وهكذا تفاقم ظلم الغرب للعرب مرات ومرات، من أجل أن يخلص من أذى لليهود اعتادوه، وهم بعض بناة حضارتهم وسكان بلادهم، وسلطوا آلة إعلامية ضخمة للتزوير عبر العالم لتصل اليوم إلى ابتكار حل لهذه القضية لم يعهد في التاريخ مثيل لها، وهو أن يضغط على الشعب المظلوم للتنازل عن أرضه ووطنه لظالمه، الذي احتل أرضه أسوأ احتلال، وقام بمظالم له لم يعهد في التاريخ مثيل لها أبداً، وأيده الغرب ورفض كل قرارات الأمم المتحدة العادلة من أجل إزالة هذا الاحتلال بالتضامن معه، ولا يزال يفعل حتى اليوم، ولضعف العرب الذي تسبب فيه الغرب أيضاً لم يستطيعوا التغلب على هذا الاحتلال عبر ما يزيد على الستين عاماً، حتى جاء من يطلب منهم أن يرضوا بالظلم بلا ثمن، وأصبح يدبر خطة للضغط عليهم للتنازل عن أرض استحقوها بعدلٍ لمن لا يستحقها، وظن الغرب أنه بذلك يحل القضية، أو قُل يطمسها، ولم يعلم أن الحق لا يُطمس أبداً، مهما كانت القوة التي تحمي طمسه، وأن الدمار آت لها ولاشك.. طال الزمن أو قصر، وأن نصير الضعيف هو العدل الآتي لا محالة.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: