اللغة الإنجليزية وحاجتنا إليها

كل لغة غير العربية تحتاج -ولاشك- أن يتعلّمها بعض أبنائنا ليعرّفونا على ثقافة أهلها، وعاداتهم، وأن يقوموا بالترجمة عنها، فالتواصل بين الدول والأمم ضرورة دينية وحياتية، واللغة الإنجليزية اليوم أهم اللغات في هذا العصر، فلها مخزون من المعارف والعلوم لا مثيل له في كل لغات العالم، وحاجة أبنائنا لتعلمها حاجة ماسّة ليتعرّفوا على حضارة عصرهم، وما فيها من مبتكرات ومخترعات، بل وأنظمة وثقافات، وكل هذا يحتاجه شبابنا ليلتحقوا بركب الأمم، ولا يتخلفون عنه، ولكن ضرورة هذه اللغة لا يعني أبدًا أن تحل محل لغتنا العربية، وأن يصبح التخاطب بها بين الناس مظهرًا للحضارة أو المعاصرة كما يدّعي البعض، ولا يمكن أن تخاطبنا بها شركاتنا ومصانعنا، بل وشركات الاتصالات في بلادنا حتى تبعث رسائلها إلينا على الهاتف الجوال لتعلمنا بفواتيرنا، وما تطلبه منا، وكذلك أن ترسل إلينا بنوكنا برسائل باللغة الإنجليزية، كل هذا أراه نوعًا من الاستلاب، لا يليق بنا أبدًا، فأنت لا تجد في أي بلد من العالم من يفعل مثل هذا، فكل أمور الناس في بلادهم لا يخاطبون من أجلها بلغة أجنبية عنها، وكثير من دول العالم المتحدثين فيها باللغة الإنجليزية أضعاف من يتحدثون بها في بلادنا، ولكن لا يستعملونها في مواجهة مواطنيهم، بل كثير منهم يصر على استعمال لغته الأصلية، وهو في المحافل الدولية، ولا يخاطب الناس بها اعتزازًا بلغته ووطنه، فلماذا نحن نحس بلون دونية لا معنى لها ويأتي من يخاطبنا من بني جلدتنا بلغة أجنبية؟!.
وكيف إذا كانت لغتنا الأصلية، والتي هي جزء من هويتنا هي لغة كتاب ربنا الذي نتعبد بتلاوة آياته، وتعبد بها معنا المسلمون في جميع أقطار الأرض، وهي الجزء الأصيل من هويتنا الوطنية، وتمسكنا بها واجب ديني ووطني، ومع هذا فإننا في حاجة ماسّة لتشريعات تمنع استخدام غيرها محليًّا، حتى لا تزاحمها اللغات الأخرى، وعلى من يريد أن يخاطبنا فليستعملها لنستمع إلى خطابه في بلادنا، ومَن يتحدثون بهذه اللغة في بلادنا إن كانوا يفخرون بما تعلموا، فعليهم أن يشمّروا عن ساعد الجد، وينقلوا إلينا منها ومن معارفها وثقافتها كل مفيد لا أن يتفاخروا بها علينا، فهل يفعلون؟! هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: