إن الوطن الذي تعيش على أرضه وتحت سمائه، وتنعم بخيراته هو الأولى بك، تُخلص له ولا تُفرِّط فيه، وحبّه أوجب الواجبات على العاقل، الذي إذا أحس أن الوطن في خطر بذل روحه وماله في سبيل ألا يمسّه سوء، ومنذ ظهور هذه الجماعات المتأسلمة تراجع حُب الوطن في قلوب المنتسبين إليها من الأفراد، وأصبح إخلاصهم لها، رغم ما تؤمن به هذه الجماعات مما يُفرِّق بين أهل الوطن، ويشيع بينهم الفرقة والاختلاف، ثم الكراهية والعداء، وها نحن اليوم نحس ذلك إحساساً قوياً ممن انتسبوا منّا إلى جماعة الإخوان، بمجرَّد ما ظهر عداؤها لنا، وأظهرت مواقعها ووسائل إعلامها العداء السافر لنا فساندوها، ولم ينظروا إلى حقوق الوطن عليهم، فهذا راحل إلى قطر، وذاك إلى أسطنبول، وهناك ظهر عليهم الثراء، فهذا أنشأ مركزاً ودار نشر، وهذا أصبح يكتب في صحفٍ متنوعة، وأحياناً يظهر على فضائيات دوماً تفبرك أخباراً تسيء إلى وطننا الغالي وقياداته، ونحن نعلم ألا ثراء له ولا مال، وأصبح همّه الدفاع عن قطر وتركيا وأحياناً إيران، وهذا غادر الأحساء إلى تركيا، ومن هناك شن على بلادنا حرباً، ولم يرَ وحدة يدعو إليها إلا وقطر على قمّتها، وأصبح له مركز ثقافي وعلمي تصدر عنه دراسات، وما كان له في وطنه مثله، وحتى دون منه، وهذا غادر جدة، وقد أُتيح له في وطنه أن يتولى من المناصب الإعلامية ما لم يتأهَّل له، بل وأُتيح له السفر إلى مواطن من العالم ما كان سيبلغها لولا فضل وطنه عليه، ومنذ حط رحاله في عاصمة تركيا وهو لا يكفُّ عن الإساءة إلى وطنه وأهله وقادته، وما كان شيئاً مذكوراً، لولا أن أفاض وطنه بالخير عليه، وهذا اللون من نكران الجميل لا يصدر عن مسلم راقٍ في إسلامه، أول صفاته الوفاء، إنما أقرب إلى صفاتِ منافق تجتمع فيه صفاته من الغدر بأهله، ووطنه وقادة بلاده، والكذب عليهم بالادعاء بأخبار مفبركة ، سواء هو من فبركها، أو هو يتلقاها من أمثاله القاطنين في البلاد التي رحل إليها، وكنا نظن أن شيئاً من الحياء «الصفة الإيمانية» ستُردع أمثاله عن أن يتطاول على وطنه وقياداته، ويُخطِّئ سياساته، وكُنَّا من قبل نُحذِّر من هؤلاء ومن أمثالهم، ونتمنى الانتباه لما يبثّونه من سموم، وها نحنُ نُعيد ذلك، فاسمعوا مِنَّا عافاكم الله ووفقكم.