انتبهوا.. هذا هو أصل الفساد

الفساد، ظاهرة منتشرة في المجتمعات الإنسانية منذ قديم الزمان، وهو اليوم ينتشر في دول العالم أجمع، ولا تتفاضل الدول إلا أن بعضها أقل فساداً من الأخريات، فلم تصل الإنسانية حتى اليوم إلى مجتمع خالٍ تماماً من الفساد بكل أنواعه. والفساد قد جاء النهي عنه بتفصيل في القرآن الكريم في ستة وأربعين موضعاً بمشتقاته المختلفة، ذلك أن الفساد بكل أنواعه شديد الخطورة على حياة البشر، وأصل الفساد ولاشك الشر الذي نهى الله عنه، وحذر منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول: كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟، قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، فقلت: وما دخنه؟ قال قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك، قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك.

فالفساد سادتي هو الشر العظيم الذي إن تسرب إلى مجتمع دب فيه الفساد بكل أنواعه، وإن لم يجابهه أهله حتى يقضوا عليه تماماً وكلياً فسدت حياتهم كلها. ونحن اليوم بعد ذلك الشر الأعظم الذي حل بديار الإسلام في عهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ في خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، حينما ملأ المدينة، أهل الشر من الخوارج، وقاتلوا المسلمين وقتلوا إمامهم، ودعوا للفتن التي ظلت تظهر في بلاد المسلمين الحين بعد الآخر، وها هي في أيامنا تُشيع الفساد في ديار المسلمين بالقتل والتدمير وألوان من الفساد يلاحظها الجميع، ولعل أصل الداء بظهور جماعة أسمت نفسها زوراً بالإخوان المسلمين، ثم فرخت جماعات وجماعات أشاعت في بلاد المسلمين الفساد قتلاً وتدميراً وإفقاراً ولا تزال، وليس هناك للتخلص من كل ذلك إلا بإعلان الحرب عليها وعلى مموليها ومؤويها دولاً وأفراداً، حتى لا تجد من يدفع عنها الحرب، حتى تكف عن إشاعة الفتن في أرض المسلمين، فهي لا تهدأ أبداً إلا إذا أشاعت ألوان الفتن في ديار الإسلام كما هو العهد بها، ولن تهدأ بلدان المسلمين إلا باستئصال شأفتها منها.

معلومات التواصل:

ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: