حضارة الغرب حين تتهاوى!

في الغرب، ظهرت منذ زمن مقالات وكتب تُبشِّر بانهيار الحضارة الغربية الحالية، منها كتاب «تدهور الحضارة الغربية» لأوزوالد إشبنغلر الشهير، وكتاب «انهيار الحضارة الغربية» لأرنولد توينبي، وعند كل منهما من الأسباب ما دعاه إلى أن يتنبأ بانهيار أو تدهور حضارة بلاده، وكتاب «انحطاط الحضارة الغربية» لموريس بيرمان، ولميشال أونفري كتاب «انهيار الحضارة الغربية من يسوع إلى بن لادن: حياة الغرب وموته»، وكثير غير هؤلاء أطلقوا النبوءات بتدهور هذه الحضارة وانهيارها، حتى أن بعض كبار المسؤولين في دول الغرب يعترفون بذلك، فهاهو المستشار السابق للأمن القومي في أمريكا يؤلف كتاباً بعنوان: «الانفلات»، ويقول: (إن ما نعانيه هو أزمة سلوك الإنسان الغربي، وفي الأفكار التي تشكل هذا السلوك، إذ نتيجة للنسبية في الأخلاق، ونتيجة للإباحية، لم نعد نعرف يقيناً من هو الإنسان الصالح، وما هو العمل الصالح، وما هو المجتمع الصالح)، واليوم نجد في الغرب العديد من الدراسات النقدية الحادة للحضارة الغربية، وأنها السبب في انهيار القيم الإنسانية: اجتماعية كانت أم اقتصادية، بل إن الانهيار له أوجه متعددة، فهذه الظواهر التي لا يعطي لها الغرب اليوم الأهمية، كحرية الصلة الجنسية، والتي أخذ يتسع نطاقها، لتخرج عن نطاقها الطبيعي بين الجنسين «الرجال والنساء»، فتنحرف إلى علاقة بين أفراد الجنس الواحد، ونجد أن الدول الغربية اليوم تناصر أصحاب هذا السلوك، رغم العلم بأنها أسوأ علاقة جنسية تنشأ في المحيط الإنساني، ونجد الحضارة الغربية تبتعد عن العدل بعداً شديداً، وأظهر مثال على ذلك، مناصرة الصهاينة في فلسطين، وهم يرون جرائمهم تقع على أهل البلاد الأصليين في أبشع الصور، وأصبحت المظالم الإنسانية في الغرب في منتهى القسوة، وكأن المظالم هي الأصل في العلاقة بين البشر. وإذا تأملت علاقة الدول الغربية مع الدول الفقيرة، وجدت من الظلم ما تنفر منه الطباع السليمة. وأنت تجد في عالم اليوم دولاً افتقرت بسبب السياسات الغربية، وتدهور أحوالها إلى درجة كبيرة كان بسبب استنزاف الغرب لثرواتها زمناً طويلاً، ولا شعور عند دول الغرب بأنه يجب أن تساعدها، وكأن الأمر لا يعنيهم، ثم أصبحت اليوم تتسرب إلى الغرب الأوضاع المخلة للحياة في تلك الدول، حتى أصبح بعضها يضج من مظاهر تدهور اقتصادي عانت منه دول الشرق المظلومة أزماناً، وما المظاهرات التي تندلع اليوم في فرنسا ودول أخرى، للمطالبة بحياةٍ كريمة، إلا المثال الحي لذلك، ولن يقتصر الأمر على فرنسا وحدها.

معلومات التواصل:

ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: