منذ بدأت الأزمة مع دولة قطر، ويقين يُراودني أن دولنا الأربع ستحقق غايتها المشروعة ما استمرت على مواقفها الثابتة، دون أن تتراجع عنها، إلا بعد أن تستجيب قطر لكل مطالب الدول الأربع، وهي مطالب حتما لا تضر بقطر أبدا، بل هي ستُوفِّر لها في هذا العالم بأجمعه سمعة طيبة تمحو عنها ما بنته بتصرفاتها ومواقفها السيئة من سمعة لا يقبلها عاقل يريد لوطنه السلامة، وهي اليوم بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية قد استجابت لبعض هذه المطالب، وما عليها إلا أن تتم ذلك باستجابة تامة ودون انتقاء، لتريح وتستريح، وحتما تنازلها لإخواننا لا يقدح فيها، بل يزيد الثقة بها، إن كانت حريصة على بناء ثقة بينها وبين العالم أجمع، وكل الدول التي نهجت نهج قطر -كالعراق أيام صدام حسين- لم تربح المعركة، بل خسرتها خسرانا مبينا، ولو استمعت لإخوانها العرب، وتنازلت عن مواقف غير عاقلة، حين تقاطر زعماء عرب على زيارتها تنصحها بالتنازل عنها، لما خسرتها، وللأسف أنها أي العراق كانت يومئذ على قناعة تامة –على الأقل إعلاميا- أنها ستكسب المعركة وتضم الكويت إليها، ولعلها كانت تخطط لضم دول أخرى لتكون تحت سيطرتها، وحتى آخر لحظة كان بعض العرب عندهم أمل في أن تتراجع العراق عن مواقفها ولكن ذلك لم يحدث، فغُزي العراق وقُتل من شعبه مليون أو أكثر، وأُسلِمَ إلى ما يُشبه زمن العصور الوسطى، وتوالت عليه النكبات، ولو أن صدام حسين تراجع عن جنونه لبقي العراق سالما، وبقيت الكويت دولة مستقلة تمده بالعون، واليوم يتعنّتون في قطر، ولعلهم هم المتضررون وإن لم يعترفوا، وإذا تطاول الزمان فأنا أكاد أجزم أنهم خاسرون وإن ارتفعت أصواتهم وكثرت أكاذيبهم على وسائل إعلامهم، ولكن المعارك حتى السلمية منها، لا تكسب بالأكاذيب وفبركة الأخبار، ولديهم من القضايا الكثير الذي ينتظر منهم العالم الإجابة عليها ولن يستطيعوا ذلك أبدا.