بعض من ذكرياتي

كان لي مع جماعة الاخوان مواقف لاتزال آثارها تعتمل في نفسي إلى اليوم، فعند هجرتهم الأولى إلى بلادنا بعد مواجهتهم للحكم في مصر في عهد الثورة المصرية الأولى عام 1952م، تدفقت جماعاتهم إلى دول الخليج وكان لبلادنا منهم النصيب الأكبر.
وأول موقف لي معهم وأنا لا أزال على مقاعد الدراسة، وكان يزور بلادنا أحد رجالاتهم المشهورين من أجل التوطئة لهم في هذا الوطن ، وشاء القدر أن أكون أول من لقيه، فحاول وهو ضيف على أسرتي أن يضمني إلى التنظيم ورفضت ذلك فكان بيننا حوار تواصل لسنوات.


وثاني المواقف أن أحدهم وصل إلى الرياض ليصبح فيما بعد المسئول الأول عنهم في بلادنا،يؤخذ البيعة للمرشد ممن يلتحق بالجماعة، وكنت حينها قد تخرجت في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وحزت على شهادة الليسانس منها في الشريعة بدرجة ممتاز مع مرتبة الشرف، وكنت من قبل هذا اقرأ لأحد مشايخنا الكبار إذا جاء في الصيف بالطائف، وتطور الأمر إلى أن اذهب إليه في الرياض عند الحاجة ، وكان هو المسؤول الأول عن القضاء، وكشاب متحمس لخدمة وطنه كنت أطمع أن أواصل الدراسة العليا، فلما عرض عليَّ الشيخ القضاء اقترحت عليه أن أذهب مع بعض زملائي للدراسة في الخارج على أن تكون رسائلنا عن القضاء وكنت أهدف من وراء هذا أن نكون سبباً في تطوير القضاء ولما لم تتح الفرصة لذلك رفضت القضاء وصرفت النظر عن أن أواصل الدراسة في الخارج ورجوت أن أكون في التعليم ذا اثر.
ولكن من وصل الرياض منهم من عطل كل مشروعاتي، فقد جاء بفكرة إقامة معهد للقضاء في البلاد، ولم يكن ثمة من يصلح لإقامة مثل هذا المعهد والذي نقلت فكرتي عن ذلك إلى شيخي الذي رأيته أصغى إليَّ بعض الشيء فرجوت أن تتغير النظرة إلى هذا الأمر.

وهنا تدخل مسؤول الاخوان فبث عني اشاعات كان في حينها قد تؤدي بي إلى السجن رغم أني لم أره ولم يراني، وما عرفته إلا بالاسم ولعله لم يعرفني إلا من خلال اسم سمعه يتردد على الألسنة، وكانت يومها القومية العربية التهمة الجاهزة لمن يراد الاضرار به.

ولما سألني الشيخ عما بثه الاخوان مازحاً، ذكرت له أني لا أعرف هذا الشخص ولا أظنه يعرفني، وشاء الله ان اجتمع به في مجلس الشيخ، حيث تطوع أحد الاخوة ليرشدني إليه، فلما اكتمل المجلس توجهت إليه بالكلام:هل تعرفني؟ فقال: لا، قلت فكيف إذن أشعت عني واتهمتني بما لم تعرفه عني؟، فقال من أنت؟ فقال الشيخ : هذا فلان الذي حدثتني عنه، فأسقط في يده وخرج يتعثر في مشلحه الذي هو حينها غريب عليه.

واما الموقف الثالث فقد تحدثت عنه من قبل ولعل التفاصيل ستظهر في ذكريات أعدها للنشر، فهل أنا مخطئ إذا قلت ان الاخواني كاذب هو ما لا أظنه وبالله التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: