في سوريا والعراق اليوم صراع شديد بين المصالح، التي أسماها البعض زورا وطنية اتباعا للغرب، وقضايا عدل الحكم ضدها ظلم فادح يُفرِّق بين أبناء الشعب الواحد ويشظيه مزعا، تعتمد على أسباب فرقة لا يدعمها عقل ولا فطرة ولا دين، فترى كل أسباب الفرقة تبرز العرق واللون والعنصر، وتصنع الحدود بين الناس، وكل سبب كان ينفر منه الناس أن يكون سببا لتفرقهم وظلم بعضهم بعضا، ففي سوريا فرقتهم أسباب ما كان لها أن تفرقهم، لولا أن خطط لها أن تكون كذلك، ظلم حاكم وقبول محكوم به، ثم إعلاء أعراق، وحط أخرى، ثم لون من المظالم أدت إلى اضطهاد وقمع لا حدود له، أدى إلى تفتيت وطن، وقبول أهله لمظالم رآها بعضهم عدلا، فشاعت في المجتمع دون وعي، والتباس بين الحقائق التي توارت، وحل محلها ألوان عدة من دعاوى باطل اعتبرها البعض عدلا، في تصور انفصال وحدة دامت قرونا، والمطالبة بها وكأنها العدل، الذي لا يتصور الأكراد غيره، وبينهما ضياع وطن من جميع ساكنيه لمجرد توهم العدل في الفرقة لا الوحدة، وتوهم العدل في لغة لا ينطق بها إلا القليل من أبناء الوطن، ولغة تشيع بين جل قاطنيه، ثم عقيدة علّها تضم أكثر قاطنيه، وتجمعهم بدائرة أوسع ما أسميناه أهل القبلة، واستوردنا أسبابا للفرقة ليست من ثقافة ساكني العراق كلهم، وإن توهم البعض ذلك، إن جمع أهل العراق على دين خير ولاشك من تفرقهم على عرق، واجتماعهم على حب وطن خير من تفرقهم على محبة لغة تكاد أن تندثر، إن قومنا في العراق في أمس الحاجة إلى انصياع تام إلى الحقائق، وبُعد تام عن الأوهام وإن أعجبتهم، وهجر لطائفية مقيتة وإن دعمها عدد مزعوم، وهجر لعنصرية عرق وإن كان له في العالم داعمون، إن الحق دائما يدعمه عدل ينتشر، والدين الموحى به ولاشك في الأصل أقوى الداعمين له، لا مجرد ثقافة يظن أنها سادت زمنا ثم بادت، ولم يعد لها وجود إلا في عقول خرّبتها دعاية غربية، تسعى للتفريق بين ساكني وطن، للسيطرة على فكرهم ورؤاهم، وجعلهم تُبَّع لها، لا استقلال لها أبدا، وعربا هم أم كردا، أتراكا أم غيرهم، ولكن إسلام يجمعهم ووطن هم شركاء فيه، خير لهم، فليحذروا العدو أبدا، وليتقاربوا بما يجمعهم لو كانوا فاعلين.