حينما يتحدث البعض عن قناة الجزيرة يخطئ حين يزعم أن وقف بثها أو ضبط ما تبثه لن يؤثر على بلدان تزعم القناة عن وقوع أحداث فيها، وهي في الواقع لم تحدث أصلًا، وقد تدعم ذلك بصور مفبركة، ويشهد على ذلك من كانوا في موقع الحدث، ويخبرون أنه لم يقع فيه ما زعمته القناة، وقد شهد الكثيرون بمثل هذا، تبثه القناة على أنه حدث في موقع معين في بلد يعاديه النظام القطري، والمبثوث من صور الحادث قد وقعت في مكان آخر وزمان آخر، أو وقعت في بلد آخر، كما نشرت صورًا لجثث قتلى، واتضح فيما بعد أنها لقتلى في بلد آخر فيه حرب، وتضج الدنيا من هذا التزوير، وتظل القناة ومن وراءها يصرون على أنه وقع في بلد يريدون الإساءة إليه، وقد شاهدنا مثل هذا في أوائل وقوع أحداث ما سمي الربيع العربي، فقد بثت القناة مظاهرة ادعت أنها وقعت في ميدان عاصمة عربية، وصادف أن كنت في هذا الميدان في زمن عرض ما تدعيه القناة، وهو خالٍ كليًا إلا من قليل المارة، ثم اتضح أن القناة عرضت مظاهرة وقعت قبل شهر في مكان آخر، وهكذا تحدث الناس عن هذه القناة واشتهرت بالفبركة إلا أنها تصر أن ما تبثه وقائع حقيقية ويؤيدها أناس على علاقة بها أو يعملون لترويج ما تبثه في الإعلام بل وفي جماعات تدعي أنها جماعات حقوق الإنسان، مما يدفع العاقل أن يبحث عن أسباب هذا، فيتضح له أن من الأحداث في الوطن العربي الكثير من الزيف الذي تبثه القناة من أجل أن يقع مثله من جماهير الناس فيه، ومع هذا تفشل أن تجعلهم يفعلون ذلك كما حدث وفشلت قناة الجزيرة في إثارة الناس في المملكة رغم عظيم جهودها التي بذلت من أجل ذلك، وكذا في إثارة الناس في دولة الإمارات، واكتُشف زيفها وكذبها، ولكن الإلحاح الدائم على نشر الأكاذيب وحشد المؤيد لها قد يحدث أثرًا زائفًا ولكنه عما قليل ينكشف ولعل الجميع اليوم يشعرون بأن ما كانت تنجح فيه القناة في الماضي بدأ يتقلص كثيرًا اليوم، ومن كانوا يتابعونها انخفض عددهم إلى ما كاد أن يكون عشرات ممن لهم أغراض خاصة في تأييدها، أو هم مأجورون لتأييدها، ولم يعد لها ذات التأثير، خاصة أن المبادئ والقيم التي تدعيها لا توجد في البلد الذي أنشأها ولا تراعَى فيه، بل لعل ما يحدث هو ضدها تمامًا، فلا هو ديمقراطي، ولا هو ممن يراعي حرية التعبير داخله في وسائل إعلامه صحفًا أو قنوات مرئية أو مسموعة، وأظن أن ما بعد مقاطعة الدول العربية الأربع للبلد الذي أنشأها سيوضح للناس مدى الأكاذيب التي نشرت عبر هذه القناة منذ إنشائها وحتى اليوم، مما يزيد في أن يهملها الناس ولا يعودون لمتابعتها أبدًا، ونحن على يقين من ذلك، لأن لدى الكثيرين منا الحجة التي تؤيد ذلك، وما نتابعه اليوم على ما تبثه هذه القناة يؤيد ما نقول بشكل سافر، فهي لا تهدأ ليلًا ولا نهارًا في محاولة فبركة أخبار عن الدول التي قاطعتها بشكل مكشوف تمامًا والكذب لا يمكن أن يؤيد ما يُدعي أنه حق وهو باطل، ولكن المغيبين عقلًا عن الحجج البرهانية لا يعلمون، وستظل هذه القناة ومِن خلفها قطر على هذا الأسلوب حتى تسقط تمامًا، فحبل الكذب قصير وهو إنما يقود ولاشك إلى الهزيمة، ما لم يعد من يبثه عنه ليحترمه الناس حينئذ بعد أن يعتذر عنه وإلا فإنه يسقط نفسه عمدًا وهو المتوقع قريبًا، ونسأل الله للشعب القطري الخلاص من كل هذا السوء، فهو القادر عليه، وهو ولي التوفيق.