نجاح موسم الحج كل عام هو عناية الله بهذه البلاد وأهلها لما يقومون به لخدمة إخوانهم المسلمين في هذه الأراضي المقدسة وتسهيل حجهم وزيارتهم, والله وحده يحمي المسلمين وهم يقيمون شعائر الحج كل عام, وكم خطط بعض الأشرار للأضرار بالمسلمين في هذه المشاعر المقدسة وفشلوا لوعي أبناء هذا الوطن بمهمتهم السامية لحفظ أمن إخوانهم الذين يغدون كل عام لأداء الفريضة, حتى كانت إدارة هذه الحشود نموذج يحتذى, وقد حاول البعض في أعوام بعيدة لإشاعة فوضى في المشاعر بدعوى براءة من المشركين عبر مظاهرات , ولكنهم لم ينجحوا بفضل الله, واليوم نسمع عن لون من هذا العبث تعد له جماعة اعترفت غسل أدمغة الشباب وأخذت توجههم نحو أعمالٍ هي في الواقع إرهابية, فحملوا السلاح ضد مواطنيهم, وها هم اليوم يجوبون شوارع القاهرة يطلقون النار على المارة ويتلفون سياراتهم ويعبثون بممتلكاتهم, ويتلفونها ويحرقون مؤسسات الدولة بحجة أنهم يتظاهرون, وجاءتنا الأخبار بأنهم يعدون العدة لأن يوزعوا منشوراتهم عن رابعة في صعيد عرفات وسيتظاهرون في المشاعر, وأنا على يقين على أنهم لن ينجحوا فيما يخططون له ولن يسمح لهم به, فالمشاعر المقدسة لا تصلح لسوى العبادة التي شرعها الله لعباده, ولا يرفع فيها شعار سوى التلبية والتكبير, يجتمع المسلمون فيها في جو روحاني عظيم يرفعون أكفهم إلى ربهم يطلبون مغفرته ليشهدوا يوماً عظيماً يطلع فيه عليهم ربهم ويباهي بهم ملائكته ويشهدهم على أنه غفر لهم, هذا هو يوم الفوز برضا الله, لا تصلح فيه سياسة قذرة ولا رفع شعارات دنيوية متحررة, ومن يطمح إلى أن يجعله ميداناً لهم حتماً سيفشل ويُردُ كيده إلى نحره, ولن يكون بين أهل هذا الوطن الأغلى بين أوطان المسلمين من سيعينهم على ذلك, ولو وجد فهو خائن لوطنه يجب أن يحاسب أشد الحساب, فهذه الحشود العظيمة لن يندس بينهم خائن إلا عرض نفسه للعقوبات الصارمة مع فشله الذريع فيما سعى إليه وهو ما نرجو والله ولي الوفيق.