موقع الشيخ عبدالله فراج الشريف تربوي سابق وكاتب متخصص
مقالات مشابهة
المسجد، المدرسة التي تنشر الوعي بأحكام الدين بين عامة الناس عن طريق خطبة الإمام الأسبوعية في يوم الجمعة في الجوامع، وما يلقيه الإمام من مواعظ، أو يقرأه في كتاب، وما يلقى من دروس في بعض الجوامع الكبيرة، وهو ما يجب أن يُتَابَع من قِبَل الوزارة المعنية، حتى لا يتسرب إليه بعض من يُحرِّضون على العنف، أو يتخذون من التكفير والتفسيق المهمة الأساسية لمواعظهم، فيشيعون بين المسلمين الفرقة والكراهية، ولما كانت الأسر اليوم يقع فيها حوادث لم تكن معهودة من قبل، حيث قرأنا في أخبار بعض الصحف الأب يقتل أطفاله، والابن يقتل أحد أبويه أو كليهما، وقرأنا أن الزوج يُطلق النار على زوجته، ونشهد في المحاكم الكثير من القضايا بين الأزواج وبين الأقارب بصفةٍ عامة، وقد تكون الأسباب واهية، ولعل ما يقود إلى ذلك ما قد تُولّده الشحناء بين الأقارب، مما يُشيعه بينهم الأصحاب والأصدقاء غير الصالحين، ووظيفة المسجد حتماً تشمل العناية بالأسر القريبة من المسجد، وأن يتواصل معهم الإمام موضحًا لهم قيم الدين الحنيف في التعامل فيما بينهم، وفيما يلزمهم من حقوق لهم على بعضهم، وما يجب عليهم من واجبات لأسرهم وللمجتمع بصفةٍ عامة، وفي نصوص الشرع من الكتاب والسنة، وفيما اجتهد الأئمة من العلماء الأبرار ما يستطيع الإمام أن يجد فيه ما يُسهِّل مهمته، وأن يلقي على جماعة مسجده من مواعظ ترتقي بسلوك أفرادهم، ويُقرِّب بينهم حتى تكون الأسرة قوية، فإذا قويت وتميّز أفرادها بقيم هذا الدين الحضارية، استطعنا أن نقود مجتمعنا كله إلى صلاح؛ يجعل منّا أُمَّة حية، راقية السلوك، فتغيب من مجتمعنا كثير من الظواهر المقلقة، خاصة فيما يخص الأسرة المسلمة، التي يجب أن تتميز بالكثير من المحاسن لأحكام هذا الدين وشريعته. فالمسلمون في بعض أدوار تاريخهم استطاعوا عبر حسن سلوكهم ورقي معاملاتهم أن يجعلوا مجتمعات بشرية تعتنق دينهم، لما رأوه منهم من كل هذا، ويجب أن نعترف اليوم أن كثيرًا من أفرادنا ما أن يحلوا في مجتمع حتى يضج منهم الناس، وما أخبارهم في السياحة في أوروبا صيف هذا العام عنّا ببعيد. فهل يسعى أئمتنا ووعّاظنا لما ندعوهم إليه، هو ما نرجو، والله ولي التوفيق.
