إن دعاوى الحرية التي تنتشر اليوم ليست كلها دعاوى يراد منها فعلًا حرية الكلمة وحرية الرأي المفيدة للمجتمع، والكاتب عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل، أو عبر إنشاء المواقع على الإنترنت، ليس هو دومًا المؤهل للكتابة الإعلامية، وله من القدرات والكفاءة ما يجعله مأمون الجانب فيما يشيع على الرأي العام، فكثير من هؤلاء تتدنى كفاءاتهم إلى الدرجة التي يجهلون عبرها ما يمكن نشره، وما لا يمكن نشره، وها نحن في بلادنا العربية عانينا في السبع السنوات الماضية أشد المعاناة من هؤلاء، وأكثرهم دعا، ولا يزال يدعو، لفوضى تعم أقطارنا العربية، لا تتحقق لها ديمقراطية ولا حرية، وإنما لتُدمِّرها تدميرًا كليًا، وصور هذا الدمار ظاهرة اليوم في أقطارٍ عدّة، نرى الدمار فيها على شاشات التليفزيون، وتجري على أرضها حروب تُشرِّد الآمنين، وتقتل منهم الآلاف، وتنتشر على أرضها من الجماعات التي احترفت القتل وقبح الأفعال، بما لا مزيد عليه، ولا يزال من هؤلاء الكويتبين مَن ينادي بربيع عربي آخر، ليقضي على ما بقي من أوطان العرب والمسلمين، فمَن دفعوا له أو سيطروا عليه بأفكارٍ يريدون منها ألا يبقى من أوطاننا وطنًا محمي الحدود، وأن تكون أراضينا نهبًا لكل مَن يريد أن يشتغل في هذا الزمان الأغبر بالسياسة، الذين فاحت رائحة انقيادهم لأعداء العروبة والإسلام بوضوح تام، وها نحن نرى فئة منهم ما لم يستطيعوا الحديث في السياسة عمومًا إلى الحديث عن نقد للدين وأحكامه ونصوصه وعلمائه، حتى لا يبقى لنا ما نُقدِّسه ونحترمه حتى من الأفكار، ولا أظن هذا كله يجري إلا بمخطط قد حِيكَ لنا، حتى لا يبقى لنا في أوطاننا ما يُبهجنا.
إن ضبط ما يُنشر في صحف وإعلام بلادنا العربية قد يُجنِّب ما بقي من أوطانهم كوارث حدثت لإخوانٍ لنا من حولنا في دولهم، وكما نُحارب الإرهاب والجماعات المتطرفة، فلنُحارب النشر المقصود به هدم الأوطان والإساءة إلى المقدسات، فقد طفح الكيل، وعلمنا أهداف وغايات ما يجري حولنا بوضوحٍ تام، نعم نسعى لتطوير الحياة في أوطاننا وتحديثها، ولكنا لا نسعى لهدم الأوطان والأديان والقيم.
إن ما يجري في بعض أوطان العرب والمسلمين يُنذر بخطرٍ جسيم، فلندرأه عما بقى من أوطاننا.. ذاك ما نريد، والله الموفق.
معلومات التواصل:
ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]