لعل من الأمور التي اصبح متعارفاً عليها عندنا اليوم أن الظواهر الاجتماعية، التي نلاحظ تكررها، ونشهد أحداثها يوماً بعد يوم، إذا تعرض الكاتب والباحث لها تصدى له آخرون ليقولوا له : لا تهول إنما هي أحداث فردية لم تبلغ حد الظاهرة، فتبرر الظاهرة، وتصرف الأنظار عنها، لتستفحل وتزداد أحداثها توالياً، فالذين لايستيسغون نقداً في أي اتجاه، لايريدون لهذا النقد أن يظهر في حياتنا، اعتقاداً منهم أن ظهوره يعيب مجتمعنا ويعرضه للانتقاد من خارجه، وهم حتماً يرتكبون خطأ جسيماً، ذلك أن النقد هو الوسيلة الأولى في تصحيح الأوضاع من أجل الإصلاح المؤدي إلى التقدم، وكل الدول التي سبقت في سلم الحضارة اعتمدته وسيلة لذلك، وغيابه يجعل المجتمع تركد حركته، ويفقد حيويته، والظواهر التي تبرز على أنها ظواهر فردية لا يلتفت إليها كثيرة وأخطرها اليوم هذا العنف الذي أصبح يمارس داخل الأسرة الواحدة، حيث يؤذي الزوج زوجته بالضرب المبرح، وبالعنف اللفظي المحتقر لها، حتى أصبح بعض الأزواج سجاناً لزواجاتهم يتفنون في صور الإيذاء لهن، ورأينا في الآباء والأمهات من يعنف على صغاره حتى يوردهم موارد الهلاك، وتتعدد القصص وتتوالى الأحداث، وتنشر الصحف مايحدث – ولا نحرك ساكناً – ولا نبحث عن الأسباب اجتماعية كانت أم اقتصادية، وفي أي ثقافة وجدت جذورها، وكيف انتشرت، فإهمال مثل هذه الظواهر يؤدي حتماً إلى انتشارها، لافي الأسر وحدها ، بل لتتجاوزها خارج نطاقها إلى المجتمع ككل، فالأطفال الذين ينشأون في أسر اعتادت العنف سيكبرون ولديهم ميل يكاد أن يكون طبيعياً إلى العنف، ولعل بعض هؤلاء الذين أمكن اقناعهم بالعنف تجاه أفراد المجتمع، هم ممن مورس العنف ضدهم في الصغر، لهذا يجب أن نعقد للمختصين في الدين وعلم النفس والاجتماع ورجال الأمن والاجتماعات المتلاحقة لبحث هذه الظاهرة والوصول لأسبابها وتلافيها حتى لا ينتشر العنف في مجتمعنا فهل نفعل هو ما أرجو والله ولي التوفيق.
الوسومالأسري العنف تبرير ظاهرة
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …