الغربيون استطاعوا في عصور مختلفة أن ينشروا في العالم التجديف، فظنوا أن الأديان لا تُحرم ولا تُبيح، وأنهم هم من يحلون ويحرمون، وظنوا أن من حقهم أن يحتلوا مكانة الله، الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب ليتبع الخلق ما أنزل ويتبعوه، فما أحله الله فهو الحلال حتى تقوم الساعة وما حرمه الله فهو الحرام حتى تقوم الساعة،
لا يتغير شرع الله وإن لم يُصغِ له هؤلاء، ولكنهم لا يدركون أبدًا، حتى إن حاولوا استبداله بما يزعمون أنه تنوير، أنه إشاعة ظلام الجهل، حتى لا يعرف أحد الحق والحقيقة، وحتى الدليل الذي جاء بنص من الإله زعموا انه لا يدل على شيء، فكل شيء عندهم يباح اذا ارتضوه، وكل شيء يُحرم.. ماداموا لا يرتضونه.
انها صناعة العلم والإيمان بكل شيء، مادام المطلوب بالتنوير هو الإظلام بدرجة واحدة، حتى وصل الأمر الى اضطراب في الأسماء وغياب لما يمكن به أن يُفهم به الحق، إلى أن يتحول الحق إلى باطل، وتتحول الحقيقة لما لا يدرك بعقل ولا علم، وإنما تهواه النفوس لانه ما استحكم الهوى بأهله الا وقذف بهم في دياجير الظلام، فيغيب العلم ويحضر الجهل، ويغيب العقل فلا يفهمون مما تنعته عقولهم شيئاً يمكن فهمه ولا يعود الناس يدركون من الحياة علمًا، ولا يقودهم العلم لما يجب أن يصلوا إليه به، فيتساوى في عرف الناس العلم والجهل والدين والالحاد، الإيمان والكفر، حتى يصرح من يزعم أنه ممن يعلمون بألوانٍ من الجهل متعددة ومضطربة الأسماء، ويزعم أصحابها أن الجهل علم وأن الضلال ايمان، وان التنوير ظلام بل أصل الاظلام، وهكذا تضيع الحقائق، حتى أصبح الرجل امرأة، والمرأة رجلاً.. وانقلبت الموازين!.