غلق الحدود لتفادي خطر مشروع

مشكلتنا مع الإخوة في قطر أنهم يريدون سياسة دولية وفق هواهم، فقد ازداد أذى سياساتهم الخاطئة على جيرانهم، وعلى دول أخرى، وإن كانت بعيدة عن بلادهم، عبر إيواء إرهابيين ومخربين وأعداء صريحين لدولنا الخليجية الثلاث (المملكة والبحرين والإمارات)، ولمصر العربية، وليحيكوا المؤامرات ويخططوا لعمليات مؤذية، ملَّ جمهور الناس في بلداننا منها، زعموا أنها سياسة سيادية لبلادهم لا يتخلون عنها، أو كما يقولون لا يجبرون على تركها، والخطأ هنا في فهمهم للسياسة السيادية، فليس من هذه السياسة الدولية لبلد ما أن يعتدي على الآخرين، أو أن يخطط للإضرار بهم مع آخرين، فهذا أمر لا يمت لعلم السياسة بصلة، ولا يقبله القانون الدولي بحال، ولا تسمح به أجهزة هيئة الأمم القائمة، والتي تفرض على دول العالم ألا يتدخل بعضها في شؤون البعض الآخر، وألا يخطط لإفساد مجتمعاتهم ببث لون من الأفكار يراد منها زعزعة أمنه عبر وسائل الإعلام، فهذا أمر يستدعي الوقوف في وجهه عالمياً، وإلا لأصبح العالم كله فوضى، فكل دولة لا تعجبها سياسة دولة أخرى أو أوضاعها الاقتصادية أو الاجتماعية تتدخل لتجبرها على سياسات وفق رؤاها، والربيع العربي، الذي خطط له بعناية حتى أصبح أسوأ فترة مرت بمنطقتنا العربية والإسلامية، والتي ثبت أنه مخطط لها ومدروسة وقائعها، وثبت اشتراك قطر للتخطيط لها فعلاً، وتوجيه وسيلة إعلامها القذرة «الجزيرة» لخدمتها، ومولت الكثير من أعمالها، وجندت لها وسائل إعلام ومواقع على الإنترنت ممولة من قطر للتحضير لما أسموه ثورات الربيع العربي، الذي أنفق على التدريب لها الأموال الضخمة، وتعددت مراكز التدريب لشباب ولتجار ثورات، كشف العالم عن ذلك عبر مختلف وسائله الإعلامية، ثم مخابراته، ونشر من ذلك الكثير، واهتمامها باستحضار ذلك كله وبثه عبر الإعلام وعقد الندوات له، وإعداد الدراسات حوله يضيق الخناق على من يريدون بأقطارنا سوءاً، سواء كانت مراكزهم في الغرب أو الشرق، وأن نكشف المشاركين في ذلك لتحذرهم بلداننا العربية والإسلامية، فالإصلاح السياسي والاقتصادي لا يمر بمثل هذه الثورات المدبرة والمدمرة التي لا تبقي ولا تذر، والتي حطمت عدداً من بلداننا العربية لم تعد لحالتها الأولى، فما بالك أن تعود إلى حال أرقى وأكثر صلاحاً، فالمقصود تدمير الأوطان لا إصلاحها، فما بالنا لا ندرك ذلك، وعلينا أن نصرح بأسماء الجماعات التي آوتها قطر من القاعدة والإخوان، وما خرج من تحت عباءتهما من جماعات عنف قذرة، وكثير من أفرادها لا يجدون أمناً إلا في قطر، وأحد أفراد أسرة حكام قطر لم يكتف بالتآمر على دولنا، بل سمعناه صوتاً ورأيناه صورة يتحدث عن مؤامرته ضدنا، وعما يريده لنا من الضرر، ولا يزال حتى اليوم لا يرتدع رغم بُعده عن قطر، ولا أظن جماعة تطرف في ديار العرب ليس لهذا الرجل صلة بها، وإننا حين نطالب بهذا كله، فإننا نتمنى لإخوتنا القطريين كل الخير، وندعو الله لهم أن يرزقهم بخير من هؤلاء المحرضين على الشر، ليحكموا بلادهم وليتعاونوا مع جيرانهم على البر والتقوى، لا على الاختلاف والفرقة، وبث الشرور، اللهم اهدِ أهل قطر وأسرتهم الحاكمة لخير قطر وجيرانها، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: