فلنُغيِّر أسلوب رعايتنا للشباب

ما أن يقع حادث إرهابي، يُفجِّر نفسه فيه شاب في مقتبل العمر من أبناء وطننا، إلاّ ونسأل أنفسنا: هل نحن فرّطنا في رعاية شبابنا الرعاية المثلى؟ وهل قصّرنا في حقّهم حتى فرّوا إلى هذه الجماعات المتطرّفة؛ لتستخدمهم قنابل موقوتة يستهدفوننا بها، كما يستهدفون غيرنا، والحقيقة أن الملتحقين بهذه الجماعات لا يأتون من بيئات ينتشر فيها اليأس من ظروف الحياة، ولكنّا مع ذلك نحتاج فعلاً إلى أسلوب جديد لرعاية شبابنا، حتى لا يصطادهم الإرهابيون.
فإننا مطالبون أن ننقذ الكثيرين منهم من الفراغ الذي يعيشونه، والذي يجعلهم لقمة سائغة لكل مُنظِّر للإرهاب، ومُحرِّض عليه، وعلينا اليوم أن نهتم بشبابنا أكثر لنبعدهم عن هذا الداء الوبيل، خاصّة صغار السن، فنتيح لهم من الأنشطة الأدبية والعلمية والفكرية والرياضية ما يشغلون به جل أوقاتهم، فلتَعُد نوادينا الرياضية إلى أسلوبها في أيّام خلت، فتكون مُتنوّعة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية، ولا تقتصر على كرة القدم في الغالب، ولنُنشئ النوادي الاجتماعية التي يجد فيها شبابنا متنفِّسًا، يُمارسون فيها ألوانًا من الأنشطة، ويجدون فيها ما يشتغلون من الهوايات في سائر المجالات، وقد آن الأوان أن نجعل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وزارة تنهض بالشباب، وتُوجِد لهم من المراكز الشبابية التي يرتادونها، وتُغنيهم عن بعض تلك المخيّمات الشبابية، التي بحسب النموذج الإخواني، قد تكون خطرة، إذا تسلل إليها المُنظِّرون للإرهاب والمُحرِّضون عليه.
كما أننا الآن في أمسّ الحاجة أن نفصل الثقافة عن الإعلام، ففي دولنا نحتاج إلى مؤسسة ثقافية كبيرة (وزارة أو مجلسًا أعلى للعلوم والآداب والفنون، ترعى الثقافة في البلاد، وتتيح للشباب المشاركة الفاعلة في هذا المجال، وترعى إبداعاتهم، ويكون لها مراكز في كل مدينة وقرية من البلاد، ويرأسها كبار المثقفين ممّن لهم دور فاعل في الساحة الثقافية، فيجد شبابنا أماكن متعددة ترعاهم وتنشر الوعي بينهم، وتملأ أوقاتهم بالمفيد من الأنشطة، فإنقاذ شبابنا -في مثل الظروف الحالية- ممّن يغسلون أدمغتهم، ويُحوِّلون بعضهم إلى أعداء للوطن والمواطنين، هو واجب الأسرة، والمدرسة، والجامعة، ثم الوزارات المعنية بأنشطتهم، فهل نفعل؟! هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: