إن ماتداولته صحفنا المحلية هذه الأيام في تحقيقاتها عن هذا الذئب البشري الذي يعتدي على الصغيرات بعد ان يختطفهن من الاسواق، ويذهب بهن حيث يعتدي عليهن، ثم يطرحهن في أماكن بعيدة، هي قضية راي عام تفرض علينا متابعة التحقيق فيها، ومن ثم محاكمة الجاني، الذي نرجو أن تكون محاكمته علنية، لنعرف أسباب هذه الجرائم القذرة الكامنة، ولنتلمس القصور في مراقبة غير الاسوياء المجرمين أمثال مغتصب براءة الطفولة هذا.
فالامر سادتي جد خطير، وتبعاته أخطر، والتعرف على أساليب مثل هذا المجرم يخدم الآباء والأمهات في حفظ بناتهن من مثل فعله القذر، ويكشف للشرطة المراقبة للاسواق والطرقات وأساليب مثل هذا المجرم، ولعل مثل هذه الحالة مما يجب أن تعرض في دورات تدريبات المحققين إن كانت تجرى لهم دورات، وكافة رجال الشرطة الذين لهم الصلة المباشرة بالجمهور أن يطلعوا عليها ويدرسوا اسبابها، وإذا كان المجرمون يطورون اساليبهم الاجرامية فلابد لمن يواجههم من تطوير اساليب المراقبة والمتابعة، للايقاع بهم في يد العدالة.
ومن خلال المتابعة لما ينشر في الصحف عن هذه الجريمة وجرائم أخرى مماثلة شعرت أن صحفنا في حاجة إلى تدريب مخبريها ومحرريها في هذا الجانب، حتى نجد بينهم الصحفي المتخصص في نقل أخبار الجرائم ، واجراء التحقيقات مع المحققين لاستخلاص الاخبار منهم، وذلك يقتضي أن يكونوا على علم بنظام العقوبات على الجنايات والأنظمة المتعلقة به ، فكثيراً ما نقرأ أخباراً نعتمد على التقاط العبارات دون استيعاب لمدلولاتها، مما يربك القارئ أحياناً، وقد مرّ في هذه التحقيقات التي نشرت عن هذه الجرائم أنه قبض على متهم قبل الجاني الحقيقي، وامضى ستة اشهر في السجن على ذمة التحقيق فيها، ورغم أن هذه المدة هي القصوى في احتجاز متهم يحقق معه، إلا أن بقاءه وهو برئ تحت قسوة مثل هذه التهمة القذرة كل هذه المدة وهو برئ لهو أمر مزعج يجب تلافيه في القادم من القضايا، فالخطأ في العفو عن اكثر من مذنب خير من معاقبة بريء، فهل نلتفت لهذا هو ما أرجو.
والله ولي التوفيق.
ص.ب 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043