كل عام وأنتم بخير

مضى رمضان سريعًا، فإذا به يُسلِّمنا إلى عيد الفطر المبارك، نحمد الله على ما وفّقنا فيه من أداءِ الصيام والقيام، فقد متَّعنا بهِ أنفسنا في رحاب الطاعة، التي كانت تشغلنا في أيامهِ ولياليه، وما أجمل أيام وليالي رمضان، فهي من أيام الله التي يُذكِّر رسل الله -عز وجل- بها العبادَ كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)، والحمد لله الذي أتم فضله علينا، أن عشنا حتى صمنا رمضان وقمناه، فذاك عظيم فضل، نشكر الله عليه، ونَسعد بالعيد، ونُسعد أولادنا فيه، فما جعله الله إلا لنَسعد به ونفرح، بعد أن رجونا أن الله قد تقبَّل منَّا الصيام والقيام، وآن زمن الفرح، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ أبوبكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبوبكر رضي الله عنه: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا أبا بكر إن لكل قومٍ عيدًا، وهذا عيدنا، والفرح في عيد الفطر فرحان: فرح بتمام الصوم وحصول الأجر بإذن الله، ثم بترفيه عن النفس خشية الكلال والملال، وأن تفرح النساء والأطفال، فأسعدوا ذويكم قبل غيرهم في هذا اليوم، ففي أيام العيد وسّعوا على أُسركم، وأخرجوهم للنزهات، واجتمعوا بأقاربكم، ولا بأس ببعض الألعاب التي لا فُحش فيها، تُروِّحون بها عن أنفسكم وأُسركم، فالدنيا لا تصلح جِدًّا كُلها، كما لا تصلح ترفيهًا كلها، ففي الحديث عن أنس رضي الله عنه: (روحوا القلوب ساعة وساعة)، وهو وإن كان ضعيفًا، إلا أنه يقوّيه حديث أبي عثمان النهدي عن حنظله الأسيدي رضي الله عنه وكان من كُتَّاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظن أنه حينما يفارق سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيعافس الأزواج والأولاد والضيعات، ينافق، لكن سيدي رسول الله عليه الصلاة والسلام قال له: والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فراشكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات. فأرفقوا بأسركم ومتّعوهم بعيدهم حفظكم الله من كل سوء.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: