كل دعاء هو عبادة خالصة لله، والدعاء الطلب، فدعوت فلانًا سألته ودعوته استغثته، وقد أفرد العلماء البحوث له، لأنه عبادة أرادوا أن تحيا في نفوس المسلمين فقالوا: إن القرآن جاء الدعاء فيه على وجوه: أنه العبادة حيث يقول الله عز وجل (وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ)، ومنها الاستغاثة حيث يقول تعالى (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم)، ومنها القول كقوله تعالى (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ومنها الثناء لقوله تعالى: (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ)، ومنها الثناء كقوله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ).
وقد وردت النصوص الشرعية في فضائل الدعاء والحث عليه وترتيب الآثار الحميدة للداعين، فوصفه الله بأنه مخ العبادة يدل على ذلك قوله تعالى: (وقال ربكم ٱدعونيٓ أَستجب لَكم إن الّذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين) وفي الآية التحذير الشديد من ترك الدعاء،وقال الإمام ابن كثير يرحمه الله (هذا من فضله تبارك وتعالى وكرمه أن ندب عباده إلى دعائه وتكفل لهم بالإجابة)، كما كان سفيان الثوري يقول: يا من أحب عباده اليه من سأله فأكثر سؤاله، ومن أبغض العباد إليه من لم يسأله، ليس كذلك غيرك يارب.
وقال الشاعر:
الله يغضبُ إن تركتَ سؤاله
وبُنيُّ آدمَ حين يُسأل يغضبُ
وعن أنس مرفوعاً: (الدعاء مخ العبادة).. والكثير في مشروعية الدعاء كالصلاة ترد الأدلة بكثرة فهو عبادة خالصة لله، تنفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم بالدعاء كما ورد في الحديث.
فخير مواجهة بما ينزل بالأمة من الكوارث كهذا الداء المسمى الكورونا المستجد الدعاء، واليوم الفرصة لنا في منازلنا أن تجتمع الأسرة كلها ويدعو لهم رب الأسرة ويؤمّنون وراءه، فلنجأر لله بالدعاء فهو خير مما نفعل، وان كان اهتمامنا بوسائل دفعه عنا بالوسائل الطبية والنصائح العلمية من اتخاذ الأسباب ولاشك لا نهمله فافعلوا.. ففي الدعاء الاستجابة وفقني الله واياكم.