كان ماضي لبنان بلد الحرية يُعجَب به كل العرب ويتمتعون بالحرية على أرضه، فكان إقبالهم عليه كثيفاً، يرون فيه بلداً يتمتعون فيه بالحرية، ويسعدون به بالثقافة، حتى ظهر حزب مسلح يحكم لبنان لمصلحة دولة لا تعرف الحرية أصلاً وتسعى لاستعماره، فجاء حزب الله ليحكمه بقواعد بعيدة عن دستوره وقوانينه، وسمع اللبنانيون ونحن معهم أن تشكيل الحكومة يخضع لقواعد لا صلة لها بدستور لبنان ولا بقوانينه، وسمعنا اليوم بالثنائي الشيعي الذي له وزارة المال، ولا تجد لذلك أصلاً لا في الدستور ولا في القانون ولا حتى ما اتفق عليه اللبنانيون في الطائف، وإنما هو فرض لحكم حزب مسلح استطاع أن يحصل له في رئاسة الجمهورية على مؤيدين، وكذلك في أحزاب تشبهه، ترفض الحرية وتؤيد القمع، بكل صوره الممكنة وغير الممكنة، رغم أن القمع لا صورة له ممكنة إلا في الأرض العربية!.
وهكذا سيطر الحزب على حكومة لبنان وأصبح يطبق من خلالها على اللبنانيين قوانينه المعتمَدة ممن خطط له في إيران الدولة الأم في عصرنا لكل إرهاب وقسوة. وهكذا حكم ما سمي حزب الله وجل جلال الله أن يُنسب هكذا حزب لاسمه، وبدأنا نرى تمدداً لهذا الإرهاب بفعل إيران ليشمل مع لبنان دولاً عدة كسوريا واليمن وكل أرض فيها أقلية شيعية، وهكذا ظهرت فكرة الهلال الشيعي التي لا أظنها أن تتحقق مهما نشطت إيران في إرهابها، وستظل المحاولات الشيعية في السيطرة على عالم المسلمين مستحيلة مهما بذلوا من جهد أو أنفقوا من أموال، فالإسلام دين رسوخُه في النفوس والقلوب لا يتم بوسائلهم الغريبة عنه، بل له وسائل نظيفة مصدرها كتاب ربنا عز وجل، وهم لا يعرفونها.