أجد أحياناً في صحفنا موضوعات تافهة، وأجد نفسي محرجاً عن الكتابة عنها فمن كتابة تتكرر عن موضوع واحد، وبصور متقاربة لا يضيف أحدهما على الآخر شيئاً يفيد القراء, وكأن الصحف في بلادنا لا تتابع بعضها ولا تتكامل معها فيما تنشره، ثم نقرأ موضوعاً عن رقية للحيوانات حتى وان جمل الموضوع فتوى عالم أو مدع للعلم فالموضوع ذاته لم اتخيل أن صحيفة تحترم نفسها تسعى إلى نشره على صفحاتها، فاذا كانت الرقية الشرعية للمرضى مشروعة فهي لمرضى البشر لا لمرضى غيرهم وهي مشروعة ولا تشفي إلا من اراد الله لهم الشفاء، وقد أسئ استخدامها في بلادنا كثيراً حتى سمعنا من يتخذها وسيلة للعبث بعفاف النساء وآخر لا يهمه منها إلا جمع المال لذا يعطي مع الرقية أدوية لا يعلم لها مصدر, بل وبعضهم يتآل على الله ويشرط للناس أن رقيته تشفيهم من جميع الامراض وقد طالبنا مراراً بمراقبة هؤلاء الرقاة ، ليعرف من يرقى رقية شرعية صحيحة بشروطها ، ومن يغش الناس ويستلب اموالهم على جهة الخداع.
وأن تجد في صحيفة خبراً فتكتشف انك رأيته من قبل، وبقى في ذاكرتك فاذا صحيفة تعيد نشره وكأنه حدث اليوم، وتتساءل هل المحررون يقرأون ما تنشره صحفهم من أخبار,أم هم يدفعون بها للطبع بمجرد وصولها إليهم ودون مراجعة وحتى لو وصلتهم عبر الفاكس.
ونجد في صحفنا مقالات تقرأها فإذا بها الكثير من الأخطاء الإعرابية والإملائية وكأن ليس في الصحيفة مصحح لغوي ومراجع مهتم بشكل الصحيفة عندما تتلقفها أيدي الجمهور.
ولعل الصحف الالكترونية تتجنب أخطاء المطبوعة وان تتوقى تلك الاخطاء ما امكنها, فهي الوريثة للصحف الورقية,ولكن نرجو ألا ترث عنها حتى اخطاءها.
وأنا لا زال اقول ان الصحف الالكترونية لم تخلو من مثل هذه الاخطاء واقول للعاملين فيها ان اردتم أن تكتسحوا السوق وان تكونوا الابقى فجودوا عملكم في صحفكم حتى إذا قرأناها وجدنا الفرق واضح.
ويعتريني حزن عظيم حينما لا اجد صحافتنا في المملكة قد تطورت الى الحد الذي يجعلنا نفخر بها والى الدرجة التي نجدها تتابع خارج الحدود وألا نزور دولنا العربية فنجد جلها لا تصلها صحفنا, ولا يعرفها احد في تلك البلاد, وان وصلت الى بعض البلدان لم نجد احدا يقتنيها سوى الزائر السعودي.
وليتنا عندما نتحدث عن انفسنا في كافة المجالات نتواضع كثيرا فالعالم من حولنا يتقدمنا في جميع انشطة الحياة وقد سبقنا بزمن طويل , واننا حتى لو ركضنا خلفه لن نصل اليه إلا والمرحلة التي وصل اليها قد سبقنا اليها إن لم أقل بسنوات عديدة قلت بأكثر من عقود كثيرة, فهل ننشط للحاق به هو ما ارجو والله ولي التوفيق.