لننسى التفاهات ونحن نواجه الخطر

لاشك أننا جميعاً نواجه خطر الإرهاب على بلادنا ، هذا الإرهاب الذي طور أساليبه، ونوع أسلحته، وأصبحت دعايته قوية، ووجد له داعمين في الداخل والخارج واستهدف وطننا بعد أن ذاق على يدي رجال دفاعه وأمنه العقوبة الرادعة، ولم ينجح في كل ما خطط له، عبر السنوات الكثيرة الماضية، واليوم وقد قوي عوده واصبحت بعض اقطارنا العربية له مواطناً وبعضها له مسانداً، وحدودنا في الشمال تواجهه، وهي في الجنوب قد يواجهنا قريباً بعد ان اعلن الحوثيون سيطرتهم على اليمن، وقد طالبنا منذ سنين أن نواجه الارهاب فكرياً كما وجهناه أمنياً، وواجهه منا من آمن بأن هذا الإرهاب لا يمت لهذا الدين الحنيف “الاسلام” بصلة أبداً، ولا صلة له بفرض الجهاد الذي هو ذروة فرائض الإسلام، ولكن الكثيرين ممن انتسبوا إلى العلم الشرعي صمتوا عن أن يشاركونا في المواجهة الفكرية، ولعل البعض كان يفتي بما يجعله أشبه بالجهاد، وسمعنا من البعض يسمي هؤلاء المجرمين ، ممن مارسوا الحرابة في وطننا وخارجه الجهاديين، ورأينا من يتعاطف معهم، ويبرز فعلهم القبيح، فيتحدث عن حسن النوايا، وعن الحماس الذي يدفع شباباً لهذه الممارسة، لما يقع على المسلمين من ظلم، فيقتلون بعض المسلمين ويترك من ظلمهم معافى سليماً لأنه يستطيع ممارسة هذا العنف في أوطان المسلمين ولا يستطيع ممارستها خارجها وقد دعونا أن يكون لنا خطة لمواجهة فكرية يشترك فيها كل منتسب للعلم الشرعي وكل المفكرين والأدباء والإعلام بكل وسائله حتى نحاصر هذا الفكر الذي ضل عن الدين ، وأضل كثيراً من مراهقينا فصنع منهم له قنابل يرمي بهم من شاء اتخاذه عدواً.
وعجبت لبعض هؤلاء الذين قل علمهم فأشغلونا بقضايا تافهة كنظراتهم المتدنية للنساء ، حتى يروا في طفلة لا تتجاوز السادسة مثيراً للشهوة دون خجل من الله أو الناس، وكل نشاط للنساء نجدهم يعلقون عليه بنظرتهم هذه السوداء التي لا ترى المرأة سوى جسدها، وهي شقيقة الرجل كرمها الله كما كرمه بل وجعل الله فضلا على أسرتها أكثر من فضل الرجل، فلما سئل سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من أحق بصحبتي قال : أمك ثم أمك ثم أمك وفي الرابعة: ثم أبوك، المرأة سادتي أمي واختي وعمتي وخالتي ثم هي زوجتي وابنتي ، هي من اكرمها قبلي وأحفظ لها جميلها، وأحس عاطفتها النبيلة، أس الحياة، هي من حملت وهناً على وهن، وتألمت عند المخاض لتنجب من يبني الحياة ثم الأوطان.
وهي التي تستحق أن تكرم لا أن يساء إليها، فدعونا أخوتي نترك هذه الموضوعات التي تكشف عن سوء أنفس ترى المرأة مبعث كل شر وكأنهم براء من المعاصي.
وتعالوا معنا نواجه الأفكار التي انحرف بها البعض عن منهج الله حقيقة ومنها هذا الحديث المحتقر للنساء، ومنها هذا الارهاب الشر الذي أحاط بنا ورأينا الأوطان تسقط بيده، فهذا ما يجب أن نهتم به، فالظرف اليوم لا يحتمل مثل هذه الموضوعات التافهة، والتي أراد اشغالنا بها البعض زمناً طويلاً حتى لا نلتفت إلى قضايا الوطن المهمة بالعمل لرقيه والنهوض بالحياة فيه ، لنمنع بذلك كل الشرور أن تصل إليه، فإنا والله إذا عملنا له باخلاص لن نجد وقتاً لهذه التفاهات، فهل ندرك هذا، هو ما أرجو والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: