الدرجات العلمية التي تمنح لطلاب العلم بناء على بحث يتقدم به الطالب بعد ان يشرف عليه احد معلميه من اساتذة الجامعة حملة درجة الدكتوراه اثناء عمله للبحث ويراجع معه ما يكتب خطوة بعد أخرى ، هذه الدرجات لاشك ان لها معايير يحكم بها عليها لتصلح بحثاً لنيل الدرجة أم لا، وقد ترد هذه البحوث بعد اكتمالها لعدم استجابتها لهذه المعايير، وجدة هذه البحوث وان تكون غير مسبوقة احد هذه المعايير، ولكنك اليوم خاصة في الكليات النظرية، تجد الكلية الواحدة داخل الجامعة تمنح الطلاب درجة الماجستير والدكتوراه لبحوث تكرر بحثها من قبل طلاب لها مرات عديدة وإذا قرأتها وجدت ان الكثير منها لا يضيف شيئاً لما سبقه إن لم يكرر ما جاء فيه حرفياً، فالمصادر الواحدة والمعلومات المتشابهة تجعل من هذا البحث غير ذا قيمة وكم تكدست ابحاث في اقسام العقيدة تنوب عنها مؤلفات الإمام أحمد بن تيمية – رحمه الله – والتي احتوت على خلاف كثير منا مع بقية المسلمين كالاشاعرة والمعتزلة ، والزيدية ، والاباضية، والاثنى عشرية، وكذا الصوفية وتحبير كثير من البحوث في هذا الجانب تعتمد أساسياً على النقل من مؤلفاته ومؤلفات علماء دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ولا تضيف جديداً، ولا تمس إليها الحاجة في هذا العصر، ويخرج فيها بعض الباحثين عن المناهج العلمية الصحيحة الى ذم المخالف وتبديعه وتفسيقه، بل وأحياناً الحكم بكفره، ولو بقيت في مكتبات الجامعة لهان الأمر ولكن طموح أصحابها الى نشرها يجعلها تتداول بين الناس ثم تثير بين المسلمين فرقة هم في غير حاجة لها اليوم ولديهم من اسباب الافتراق الكثير دينياً ودنيوياً مما لا يحسن بعاقل أن يزيد عليه، فهذا مسلك ولاشك خطير اذا حمل ذماً للآخرين لمجرد أنهم يختلفون معنا مذهبا او طائفة او اجتهاداً فاذا بلغ مبلغ ما صنعه صاحب كتاب (حركة التصوف في الخليج العربي) الذي ساء أسلوبه وضعفت كتابته، والتحدث عن العلمية بعد السماء عن الارض، وحشد من أسماء العلماء في الماضي والحاضر والوزراء والوجهاء وذوي المكانة الاجتماعية في دولنا الخليجية كلها وذمهم وشنع عليهم لمجرد توهمه أنهم صوفية مبتدعة، فأخترع لهم أقوالاً وأفعالاً ورد عليها بعيداً عما يقولون أو يفعلون، وهو وللأسف أسلوب يلجأ اليه من حملوا لبعض الناس كراهية لانهم لم يحظوا بما حظى من كرهوه من مكانة في مجتمعه وكتابه القبيح هذا يزعم في اول صفحة من كتابه ان اصله رسالة علمية مقدمة لقسم عقيدة بكلية من كليات الدعوة وأصول الدين باحدى جامعاتنا لنيل درجة الدكتوراه ويذكر في نهاية تنويهه هذا ان رسالته اجيزت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف ثم قال في الهامش : (أضفت إضافات كثيرة عند نشر الكتاب لأهميتها أو لأني لم أقف عليها الا بعد المناقشة، ولذا فالكتاب مسؤولية الباحث وحده، وتمنيت لو إني اطلعت على أصل الكتاب، وهو بحالته هذه لو عرض على أي لجنة علمية في جامعة تحترم نفسها لما منحته به أي درجة، ولحاسبه عليه لما اشتمل عليه من غيبة وبهتان لجمع غفير من المسلمين واتمنى ان اطلع على الاصل لأعلم ما بقي من الكتاب يصلح لماذا ان كان مجرد النقل من الكتب بأسلوب غير علمي لا تتوفر فيه الامانة يمنح الناس الدرجات العلمية فان الحاصلين عليها لا يصلحون لشيء أبداً وقد طبع الكتاب عام 1436هـ أي في هذا العام ولم أر من الجامعة التي ذكرها مؤلفه تعقيباً حتى هذه اللحظة ، كما لم أر ردة فعل رسمية عليه حتى الآن وسواء كان صاحبه سعودياً أم أجنبياً فهو مؤاخذ عليه نظاماً وشرعاً، ولعلنا نسمع شيئاً عنه في مستقبل الايام، وأنا أعد دراسة عنه تكشف عن عواره للناس على انتهي منها قريباً بإذن الله فلابد من مواجهة جادة لكل ما ينشئ كراهية وبغضاء بين المسلمين عن أي انسان صدرت، نسأل لنا ولصاحب الكتاب ومن عاونوه على نشره ، وهو قد نشر بلا أذن من أي جهة كانت الهداية أنه سميع مجيب.
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …