لا شك أن التواصل بين إيران وأذرعها العاملة في دول كالعراق ولبنان واليمن، من اختير له في المنصب حتماً هو ليس كسليماني، لا في القدرات ولا في التأثير، فمقتله أظهر للعالم كله ما كان يقوم به من فظائع في البلدان التي زرع فيها أذرعة لإيران، وكان يتقن التخفي والتنقل بين عدة بلدان، ولكن قتله في العراق وحوله حرسه الخاص، وفي العراق وبين حلفائه الكثيرين من أحزاب عراقية كان له عظيم بذل الجهد في إنشائها وتدريبها على الفعل السياسي والحركي الثوري، ومع ذلك اقتنصته طائرة مسيَّرة دون طيار وقضت عليه وعلى مرافقيه، مما لقن إيران درساً عنيفاً جداً بأنها لن تفلح إن أوكلت غيره ليعمل عمله، فكما اقتُنِص سليماني سيمكن اقتناص غيره ممن هو أعلى قدرة منه أو أدنى. ومنذ قتل سليماني دفن العالم كلَّ مثيلٍ لسليماني يمكن أن يُدفع للبلدان المجاورة لإيران أو المعادية لها لحربها من الداخل، فالشعوب نفسها أصبحت يقظة اليوم وحكوماتها أيضاً، ولن يسمحوا لسليماني جديد أن يدخل أقطارهم لا خفية ولا جهاراً عياناً إلا واقتنص فوراً، ومعنى هذا ستخسر إيران قادة لمثل الحرس الثوري أوغيره ممن يمتد عمله الى الخارج، وسيعود إليها في تابوت مثله كلما أرسلته لأقطار عربية أخرى، حيث لن تفرط الولايات المتحدة في مصالحها في بلدان عربية كثيرة، وستخلو شعوب الشرق الاوسط من مثل سليماني الذي ستحرص دول الشرق الأوسط ألا يُدفع اليها أبداً مثله ولن تسمح له بدخول أراضيها لأي غرض كان، وإذا دخل سراً ستقبض عليه وتودعه السجن بعد أن تحاكمه وتظهر للعالم نواياه ونوايا إيران من خلفه.
فلم يعد الشرق الأوسط حكومات وشعوباً مستقبلاً لأي موظف إيراني كبير إلا بعد البحث عن سيرته ووظائفه الحكومية في إيران حتى لا يكون سليماني آخر يُبعث إليها، وستعجز إيران عن إنشاء أذرع لها في الدول العربية كلها مجتمعة، ولن تجد فيها لإيران من يمد أذرعه لها أبداً.