موقع الشيخ عبدالله فراج الشريف تربوي سابق وكاتب متخصص
مقالات مشابهة
صدور هذه الأوامر بهذا الشكل يعني أن قيادة البلاد في هذه المرحلة من عمر الوطن تسعى لتحقيق عمل حكومي متميز نرجو أن يكون قويا في مواجهة كل خطر يتهدد هذا الوطن
بدأت ليلة الجمعة 10/4/1436هـ ملامح عهدنا الجديد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تظهر بوضوح عناية بالمواطنين الأقل دخلًا من الموظفين عسكريين ومدنيين، فبادرهم بهدية راتب شهرين، وضم إليهم المتقاعدين في الحقلين، والطلبة، وأولئك المحدودي الدخل من مستفيدي الضمان الاجتماعي، والمعاقين، مع بشرى لمن لا يزالون منهم ينتظرون على قوائم لينضموا إليهم، فكان الأمر بضمهم في الحصول على الراتبين، وهي لفتة كريمة استحقتها هذه الفئات من قيادة همها العناية بشعبها، وضم إليها متقاعدي التأمينات الاجتماعية أيضًا.
ثم أضافت الأوامر الملكية التي قضى معها الناس ليلهم يتلمسون آثارها عليهم وعلى الوطن عشرين مليار ريال لتنفيذ خدمات الكهرباء والمياه للمخططات الجديدة التي حال دون البناء فيها من قبل المواطنين، الذين هم في أمس الحاجة إلى سكن يمتلكونه ويخفف عنهم بعض أعباء الحياة من عدم وصول الماء والكهرباء إليها وهي الخدمات الأساسية وهي من البنية الأساسية الضرورية لإقامة المجمعات السكنية الجديدة، وستتيح الأربعة عشر مليارًا المخصصة للكهرباء، والستة الأخرى المخصصة للمياه لإيصال الكثير من هذه الخدمات لمخططات ظل الاقتراب منها مؤجلًا، وسيكون هناك بسبب هذا ورش عمل في بناء المساكن منتشرة في ربوع البلاد قريبًا، مما سيعيد للعقار قيمته، ثم أضافت الأوامر الملكية التي عاش معها المواطنون ليل الجمعة أمرًا للداخلية يشمل العفو عن السجناء في الحق العام وفق قواعد قررتها وزارة الداخلية تعيد إلى الأسر ما فقدته من بعض أعضائها لارتكابه خطأ، كما يشمل الأمر أيضًا الإعفاء من الغرامات المالية بما لا يتجاوز الخمسمائة ألف ريال، أما السجناء من غير المواطنين فيسري العفو عنهم مع إبعادهم إلى بلدانهم، وإدراجهم على قائمة الممنوعين من دخول البلاد، وفي ذلك ولا شك رأفة بهم.
ثم شملت الأوامر التسديد عن المطالبين بحقوق مالية وفق القواعد المتبعة والتي ترفع عن كاهل المدنيين أعباء ديونهم إذا شملتها تلك القواعد على ألا يكون المدين قد سدد دينه من قبل ثم عاد إلى الاستدانة.
كما شملت الأوامر دعم الأندية الأدبية، والأندية الرياضية لكل ناد أدبي وناد رياضي من نوادي الدوري الممتاز بعشرة ملايين ريال لكل ناد منها، وبخمسة ملايين ريال لدعم كل ناد رياضي من أندية الدرجة الأولى، وبمليوني ريال لبقية الأندية الرياضية المسجلة رسميًا.
وفي خطوة مهمة جاء الأمر الملكي بدمج وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة، وهو ما سيعين على توحيد الجهة المسؤولة عن التعليم لتربط مخططات التعليم في جميع مراحله بمخطط واحد، يراعى فيه استيعاب كل مرحلة لاستيعاب القادمين من المرحلة الأخرى، وبحسب تنوع أنواعه في كل مرحلة.. وهو ما سيوحد الجهود، وسيخفي التبرير الذي تلجأ إليه الجهة الأعلى إذا لم يجد من تخرجوا منها في أعمالهم التي تخصصوا فيها جودة، بأن المرحلة التي قبلها لم تعد الطلاب لها جيدًا.
وفي خطوة هامة أخرى جاءت الأوامر الملكية بإلغاء المجالس العليا التي تشرف على العديد من الأنشطة في المملكة، والبديل هو هيئة الخبراء التي تضم فرقًا متخصصة تشرف على كل نشاط بحيث تعمل كل منها مع الوزارات التي تعمل في النشاط ذاته ولم يبق في تلك المجالس شيء، وحصرها في مجلسين فقط أحدهما يسمى مجلس الأمن والسياسة، والآخر يسمى مجلس الاقتصاد والتنمية، وهذا قرار حكيم سيلغي أي تضارب كان يحدث بين تلك المجالس لتعددها وسيوحد القرار المتخذ لمصلحة الوطن والمواطنين.
وهو أمر ولا شك يوضح حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على الإصلاح والتطوير الإداري، وتقوية أجهزة الدولة، وتمكين مجلس الوزراء من ممارسة كافة صلاحياته التنفيذية وبناء استراتيجيات فعالة في هذه المرحلة الحساسة جدًا من تاريخ الوطن، ثم شملت الأوامر الملكية تعديلًا وزاريًا محدودًا، بحيث تعمل الوزارة بنشاط أكبر في هذه المرحلة.
كما نالت المراتب العليا الممتازة والمناصب الكبرى شيئًا من التعديل لمصلحة العمل في هذه المرحلة، مما أشاع في الجهاز الحكومي أنه مطلوب منه الإنجاز في المرحلة الحالية والمقبلة، فلم يعد مقبولًا في وقت تواجه البلاد أخطارًا حقيقية أن يكون هناك تراخ أو تضارب في المسؤولية بين الأجهزة المتعددة الموكول بها تحقيق مصالح الوطن والعمل لمصلحة المواطنين.
وصدور هذه الأوامر بهذا الشكل يعني أن قيادة البلاد في هذه المرحلة من عمر الوطن تسعى لتحقيق عمل حكومي متميز، نرجو أن يكون قويًا في مواجهة كل خطر يتهدد هذا الوطن، وهكذا دومًا نصحح خطواتنا نحو المستقبل بقرارات تستهدف المصلحة العامة، فهذه الدولة قد أصبحت اليوم ذات تأثير قوي في منطقتها والعالم، وإنا لنرجو لبلادنا مزيدًا من النهضة والرقي في حاضرها ومستقبلها، التي تحتاج منا العمل الجاد حكومة وشعبًا وباستمرار، فهل نعي هذا هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.
