كتبت في الأسبوع الفائت مقالًا تحت عنوان: (جماعات العنف ليسوا أنصارًا للإسلام)، في يوم السبت، حيث أبنت فيه عن جماعات انتهجت العنف تكفر وتفجر كالقاعدة، وأنصار بيت المقدس، والتكفير والهجرة..
وجماعات أخرى لها صلة بهذه الجماعة التي يتسيد الموقف الحديث عنها (جماعة الإخوان).
وأنا على يقين أن المنتمين إلى هذه الجماعات، وكذا من يتعاطفون معها من ضعاف العقول، الذين لا يرون حماية للإسلام إلا عبر هذا الأسلوب الذي حرمه الله، وكان دومًا شوكة في جنب الأمة الإسلامية لا يجعلها ترتاح أبدًا.
أنا على يقين على أن ما أكتب لا يريحهم، وهم حتمًا سيواجهونني بأسلوبهم الذي مردوا عليه، وهو أسلوب الخوارج والذي منه أنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم في الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان كما جاء في الحديث المتفق عليه، والذي يقول فيه سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لئن أدركتهم لأقتلنهن قتل عاد).
والذي قال عنهم سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين، وهي عادتهم كلما عاود ظهورهم في أي زمن.
وحقًا لا يختلف خوارج زماننا عن من سبقوهم من الخوارج فالمنهج واحد وأسلوب فعل واحد، لم يتغير منذ ظهروا، منذ ظهور أول دفعاتهم في صدر الإسلام أيام الخلافة الراشدة، وإلى يوم الناس هذا.
وهذا ما دفع أحد مؤيدي هذه الجماعات التي تنتهج العنف والإرهاب، ويحاربها المسلمون وغيرهم من أمم الأرض كافة أن يتتبع مقالي عبر وسائل الاتصال الاجتماعي فينقل إلى متابعيه، ولعلهم مثله من مؤيدي هذه الجماعات، ولا يكتفي بهذا حتى يعقب بقول الله عز وجل في سورة الزخرف: (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثًا أشهدوا خلقهم سنكتب شهادتهم ويسألون).
والآية نزلت في المشركين الذين قالوا عن الملائكة أنهم إناث، وكما قال سيدنا عبدالله بن عمر فقد نقل الآية واستشهد بها في غير موضعها ويجعلها تهديدًا لمسلم يرجو أن يبين للناس خطر ما يؤيد من هذه الجماعات.
وجاء آخر فأعاد تغريد ما قال، والرجلان ممن اشتد انفعالهم علينا وعلى دولتنا بمجرد أن سقط حكم الإخوان في مصر، وكانوا يؤيدونهم بشكل واضح، ويسبون ويشتمون كل من عارضهم.
فلما أعلنت الدولة عقوبات للمنتمين إلى هذه الجماعات ومن يؤيدونها خلت مواقعهم عبر وسائل التواصل عن أي رسالة تأييد لأصحابهم الذين يعبثون اليوم بأمن مصر، واختفت تلك الجرأة الوقحة في تأييد الباطل.
ولا يبقى لهم إلا مثل هذا العبث الصبياني، الذي يكشفون به مواقعهم بالنسبة لوطنهم ولأعدائه من شراذم هذه الفئات الضالة.
ولا نزال نتحداهم أن يردوا على ما نقول في صحفنا إن كانوا لا يزالون يدعون الشجاعة.
وسيبقى مثلي يقول كلمة الحق لا يخشى في الله لومة لائم ولا يهتم لمثل هؤلاء، فقد اعتدت من أمثالهم هذا الشغب، وأنا كفيل بالرد عليه إذا أردت.
اللهم رد كيد كل عابث بأمن عبادك المسلمين إلى نحره، إنك سميع مجيب.