أن أغلى ما في حياة الانسان وطنه ، لذا جبل على الدفاع عنه والموت في سبيله إذا أحسّ بالاعتداء عليه، او قد داهمته الأخطار، وهذه قوافل الشهداء في الدفاع عن الاوطان تتوالى عبر الزمان ، وهذا الانسان الذي يفر من وطنه حين حاجة الوطن اليه وحين قدرته على الدفاع عنه، وبذل روحه في سبيل حمايته، هو انسان غير سوي، ضعفت روحه الى الحد الذي غرته شهوات الدنيا أن يظل راضياً بالمهانة مادام متمتعا بها، واليوم نرى من حولنا أوطانا تتمزق، وتصبح نهباً لكل طامع في حكم أو ثروة سريعة او صاحب ايديولوجية يريدها ان تنجح ولو كان في ذلك هدم الوطن وازهاق ارواح مواطنيه، ونتلفت حولنا فنرى الأخطار ماثلة في كل شبر من بعض اقطارنا العربية القريبة منا والبعيدة، ونرى اننا نجونا من كل هذا لاننا والحمد لله لاتزال لحمتنا الوطنية وثيقة ، وتعاملنا داخلياً حكاماً ومحكومين أيسر تعاملاً في كل من حولنا وساحتنا الدينية سالمة من جماعات تنشأ من أجل صنع فرقة بين أهل البلد الواحد لتؤدي الى ما رأينا مؤخراً من انقلاب هذه الجماعات الى ميليشيات تحمل السلاح مقاتلة ما لم يسمح لها بالوصول إلى سدة الحكم او جردت السلاح على جميع من لم يلتحقوا بجماعتها، سلمنا من كل ذلك بلحمة وطنية نسأل الله عز وجل ان تبقى وان نوثقها ما امكننا ذلك وندعمها بجهودنا في سائر مدننا وقرانا وبوادينا وان نسعى بجد إلأى ان تكون صلاتنا ببعضنا يحكمها الدين الحنيف باخلاقه وآدابه بل واحكامه فإنا إن فعلنا ذلك كانت نجاتنا في زمن الفوضى التي زعموا انها خلاقة، وهي مدمرة لا تبقى ولا تذر من وطن مرت بها رياحه شيئاً.
إنه – سادتي – طريق للنجاة لابد ان نسلكه في زمن أحاطت بالدول والشعوب بمخاطر حقيقية لا محتملة، وعدم الشعور بها واعداد العدة لمواجهتها بالحزم انما هو غفلة من سيطرت عليه اسلم وطنه للخراب، وما منا بحمد الله من سيكون كذلك ، فلا العقل ولا الشرع الحنيف الا آمر باليقظة التامة لمواجهة هذه الاخطار، خاصة وانا نعيش في وطن هو أغلى أوطان المسلمين لاشتماله على مقدسات أمتهم، وحفاظناعليه ودفعنا للاخطار عنه انما هو في حقيقة الأمر عبادة لله عز وجل فانما نحفظ بحفظنا له حفظ مقدسات المسلمين, نحن شعب احتضنت ارضه الحرمين الشريفين ومدفن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجده، وهما عندنا أغلى ما في هذا الكون كله، ونحن من حملنا رسالة الاسلام وأبلغناها أهل الارض كافة قديماً وحديثاً، والشهادة في سبيل الله أغلى أماني المسلم حينما يدافع عن مقدساته.
ولسنا في حاجة لأحد يرسم لنا الطريق لنهضة هذا الوطن فاجتماعنا على حفظه سالماً هو طريق بإذن الله الى نهضة حقيقية لدينا كل مقوماتها ، البشر وها نحن نعدهم للعمل من اجل هذه النهضة ولدينا بفضل الله الثروة التي ننفقها من أجل نهضة هذا الوطن وتقدمه.
وحذرنا من دعوات مأجورة أدت الى تفتيت أوطان بعض أخواننا من حولنا يجب ألا نسمعها أو نصغى إليها، فلا دعوة لنا الا دعوة هذا الدين الحنيف باعتدال أحكامه ووسطية منهجه، علومه نبعت من ارضنا لتصل الى اقاصي الدنيا فلا حاجة لنا بمنظرين إنما هم دعاة شر يقفون على مفارق طرق الفكر لجذب البسطاء الى ما يهلكهم.
دعوني – سادتي – اقولها مخلصاً ابذلوا الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وطننا مستقراً آمنا بعيداً عن دعوات زائفة أدت بأهلها الى الزوال سريعاً، بعد أن فقدوا أمن أوطانهم وأصبحوا في غابة يعتدي فيها القوي على الضعيف ، وينهب أموال الوطن من امتلكوا السلاح. فاللهم أحم وطننا من كل شر واجمعنا على كلمة الحق انك المجيب للضطر اذا دعاك.