بعد هذا السونامي للفوضى العارمة التي مرت بها كثير من بلدان منطقتنا العربية ثم الاسلامية، حيث بدأت باحتلال العراق، الذي خططت له الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في الغرب والذي لم يعد أحد ينكر ان مقصوده نشر الفوضي في العراق ليتفتت الى اجزاء عرقية ودينية متناثرة وهو حتى الآن يعاني آثار الفوضى، ولن يتعافى الا باراقة دماء غزيرة ثم ما لحق بما أسماه الغرب الربيع العربي، والذي لم يعد أحد يجهل ان مجاميع من الشباب دربتهم امريكا في دول متعددة على ما اسموه التغيير ووسائله فاندسوا في الحماهير الغاضبة لسوء الاحوال في بلادها وتوقها الى التغيير الى الأفصل لنتشر فوضى في ارجاء الاوطان العربية ، رأينا هذا في مصر وليبيا وسوريا ولازالت تونس تعاني منه.
هذا السنونامي لايزال هو المخطط الامريكي الغربي لدولنا العربية كما هو المخطط للدول التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والتي اسموها الثورات الملونة وانشأوا من اجل ذلك الاكاديميات والتي شاركت قطر في الانفاق عليها واحتضانها ومنها اكاديمية للتغيير يشرف عليها زوج بنت الشيخ القرضاوي وهو اخواني متمرس في مثل هذه الامور.
لتدرس ما اسمته علوم التغيير والتي ألفها احد الامريكيين الذي قالوا عنه : “ميكافيللي اللاعنف” والذي ألف كتاباً عنوانه “من الديكتاتورية الى الديمقراطية” والذي منه خرجت علوم التغيير التي مثلت المحاضرات التي تلقاها الشباب مع التدريب على احداث التغيير او احداث الفوضى.
وكان “جين شارب” هو مهندس التخطيط لاكاديميات العنف والمؤسسات الامريكية التي تنفق وتمدها بكل ما ينجح اهدافها وهم فعلا نجحوا فيما أرادوا وخسرت الحماهير التي خرجت تطالب بمطالب مشروعة فانتشر في حركة التغيير هذا العنف في اشد انواعه ضرراً فقتل الكثير من المواطنين وحرقت السيارات والمباني والادارات الحكومية وانحدر الاقتصاد الى هاوية سحيقة فكثير من هذه البلدان تعاني مشكلات اقتصادية بعد هذه الحركات والخروج منها ليس باليسير.
وما على شباب الخليج الا ان يتلفتوا حولهم ليروا ما حدث لبلدان الربيع العربي، فلا ينساقوا مع من يطلب منهم الذهاب الى خارج بلادهم ليتدربوا على احداث التغيير كما زعموا فمن سبقوهم اليوم يعانون في بلدانهم بعد ان اكتشفت نوايا من جربوهم على ما اشاع الفوضى في بلدانهم وانساقوا اليه دون عقل فأصبحوا اليوم يحسون احتقار مواطنيهم.
ولا يعز منهم بعض من ينظرون لهم على أن هذا مراد الشرع كجماعة الاخوان الساعية الى الحكم وهي مخدوعة من قبل الغرب ، الذي اوهمها انها يمكن ان تحكم العالم العربي كله فما حكمت بلدا واحداً ، وشاركت وهي تدري في اشاعة الفوضى في كثير من البلدان فما تجربة مصر وتونس وليبيا وسوريا عنا ببعيد ولا يعني هذا الا يرنو شباب الخليج للاصلاح في اوطانهم ويطالبوا بالمشاركة الفعلية ولكن باسلوب لا يضر ببلدانهم فهل يصغون لنصائح مخلص هو ما ارجو والله ولي التوفيق.