الرياضة.. فن وعلم

الرياضة البدنية اليوم فنٌ يتابعه الناس، ويُدخل على نفوسهم السرور، فهو لون من الترفيه المباح، الذي يمارسه الناس من أجل إدخال السرور على أنفسهم، وهو لون من النشاط الإنساني المباح ولاشك؛ إذا لم يختلط بشيء من المحرمات، سواء أكان ذلك في اللباس أو الحركة، فكل الألعاب الرياضية اليوم التي يمارسها البشر، ذكورًا وإناثًا، إذا كانت مباحة، ولا تختلط بنشاط محرم، كأن تكشف فيها شيء من العورات، أو تأتي فيها من الحركات ما يثير الشهوات، فهي ألوانٌ من الترفيه المباح، الذي يجب أن يتوفر للناس وأن يمارسوه، وأن تُنشَأ له المؤسسات التي تقوم به، ويذهب إليها أي إنسان لممارسته، أو شهود ممارسيه أثناء ممارستهم لهذه الألعاب مادامت مباحة وبعيدة عن كل محرم، والرياضة اليوم تخصص علمي لا يقوم به إلا من تدرَّب عليه وتعلَّمه، كما لا يشرف عليه إلا متخصص فيه؛ عالِم بألوانه وأنواعه. ولكي تكون لنا رياضة ناجحة، ننافس بها عبر العالم، فعلينا أن نُعدُّ الممارسين لها إعدادًا علميا، وأن يعد لهم مدربون متميزون، وإلا فإننا لن ننجح في هذه المنافسة، هذا أمر واضح جلي ولاشك، ولنا بحمد الله من الممارسين في ميادين الرياضة ما نثق بهم، ويمكننا أن نعد منهم ما نثق بفوزهم في كل مجالات المنافسة الرياضية، والرياضة اليوم نشاط إنساني تحكمه فنون علمية متعددة، ما لم يطلع عليها الممارسون للرياضة والمشرفون عليها، فلن ننجح في المنافسات الدولية.. فاليوم لا ينجح أحد في هذا اللون من الممارسات للأنشطة الإنسانية، ما لم يُهيَّأ لها علميًا وممارسة فعلية، وبأعلى الأساليب المتبعة عالميًا.. ونحن كأمة لها تاريخ مجيد في ماضيها يجب أن تحافظ عليه، لابد لنا من أن ننشئ أكاديمية رياضية عليا يتدرب فيها شبابنا على كل أنواع الرياضة ويتخصصون فيها، ويكون فيها قسم أعلى لتدريب مُعلِّمي الرياضة البدنية والمشرفين على أنواعها، فالرياضة اليوم لم تعد هواية، وإنما أصبحت فنًا وعلمًا، ولكي ننجح في أنشطته المختلفة، فلابد أن نُعلِّمه لأبنائنا تعليمًا تربويًا ناجحًا، وأن نجد لدينا في كل لون من الرياضة متخصص، قادر على الفوز في منافساتها العالمية، فالنجاح سادتي في كل المجالات اليوم مرتبط بالناحية العلمية والتجربة والممارسة، وإن لم نسعَ إلى ذلك، فلا أظننا سننجح أبدًا، فهل سنفعل؟، هو ما أرجوه.. والله ولي التوفيق.

معلومات التواصل

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: