في هذه الأيام القريبة العهد بنا عادت إلى مصر السيدة إيناس محمد والتي عاشت العمر كله تعاني من شلل رباعي منذ الطفولة وأجرت سبع عشرة عملية جراحية لم تنجح إلا جزئياً في اتاحة الحركة لها كباقي البشر واقعدت على كرسي متحرك العمر كله ولكن عزيمتها قوية فواصلت الدراسة حتى حصلت على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد الدولي من إحدى الدول الغربية من جامعة بودابست للتقنية والاقتصاد, وقد اهتم رئيس الجمهورية بمصر العربية باستقبالها تشجيعاً لها وتكريماً وقد سألتها إحدى مذيعات القنوات الفضائية المصرية الخاصة عن المعوقات التي كانت تواجهها في الداخل والخارج فكانت إجابتها أنها في الداخل لم تواجه سوى المعوقات وأما في الخارج فلم تواجه أي معوقات, ضربت مثلاً لذلك بأنها تستخدم في تنقلاتها كرسياً متحركاً يسير بطاقة الكهرباء وأنها لا تستطيع استخدامه في مصر , أما في أوروبا التي أقامت فيها مدة للحصول على الماجستير والدكتوراة فلم تجد معوقات لاستخدامه أبداً ففي الشوارع والأسواق تتحرك به بسهولة لأن الطرق مهيئة لذلك وكذا الأرصفة وله مسارات في الشوارع وعلامات وكذلك إشارات فكانت تسافر به وترحل من مكان لآخر دون عائق, وهذه الحقيقة أشهد بها, فأنا لما سافرت إلى سلوفاكيا للعلاج الطبيعي أرتأيت أن اشتري مثل هذا الكرسي لأريح مرافقي من الأقرباء وحدث ذلك فعلاً فاحضرته وتجولت به في كل مكان في العديد من الدول الأوروبية التي مررت بها في النمسا وفي إيطاليا وأخيراً في بريطانيا حيث المواصلات مهيأة أن تصعد به إليها دون مساعدة وله فيها أماكن خاصة خالية من الكراسي وجميع الأرصفة مهيأة لأن يسير عليها بسهولة وله مطلع إليها سهل ومنزل أيضاً وتسير به في الطرقات في أماكن محددة له دون أن تتعرض للسيارات حتى عدت إلى جدة قبل أيام واستحال علي استخدامه إلا أن يكون معي من يدفعني به مع تعطيل حركته بالكهرباء وفي أماكن محددة أنزل منه عندما نريد أن نمشي به على رصيف حتى يصعده مرافقي عليه, وهكذا لا قيمة لكرسي كهربائي في بلادنا لأنه يستحيل به السير في الطرقات أو فوق الأرصفة أو الصعود به لمباني حكومية أو غيرها ولها سلالم تصعد بها من الشارع إليها – وهكذا لا يجد ذوي الاحتياجات الخاصة أي عناية بهم عندنا وعندهم يلقون كل العناية,فعلاً أدركنا أنه لابد من تهيئة الأوضاع لهم ليندمجوا في الحياة ذاك ما نرجو والله ولي التوفيق.