ما يحدث اليوم في مصر من تخريب وفوضى وقتل واعتداءات على الناس مهما كان مبرره في عرف الإخوان إنما هو جرائم يومية تزيد من حنق الناس وكراهيتهم للإخوان..
لما حكم الإخوان مصر رأى الناس في مصر أصعب أيام مرت بحياتهم, فقد جاء الإخوان متعطشين للانتقام لا لمن أدعوأنهم ظلموهم من ضباط الأمن, ومَنْ وراءهم من الحكام, وأصبح انتقامًا من كل أفراد الشعب المصري, ما دام لا يرضى بحكمهم, وتطاولوا على كل مصري حر لم يرتضِ أن يحكموا مصر ولن ندخل في جدل عقيم حول ديمقراطية الإخوان, ونحن وأنصارهم معًا نعلم يقينًا أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية, وبالتالي بآلية الانتخاب للاختيار لأنها من آليات هذه الديمقراطية, وتاريخهم وأدبياتهم معروفة غير مجهولة, فقد زال حكمهم فعلًا سواء من أزاله الشعبُ أوالجيش, ولكن ما يحدث اليوم وينشر على العالم عبر شاشات القنوات التلفزيونية من تخريب وفوضى وقتل حتى للأطفال, واعتداءات على الناس في الطرقات مهما كان المبرر له في عرفهم فهوجرائم تقع كل يوم في مصر وتزيد من حنق الناس وكراهيتهم للإخوان كفرقة تنتهج العنف لتقنع الناس بمنهجها, الذي لا تقبله جماهير المصريين, فليس هؤلاء هم من يمثلون الإسلام, وبعض قادتهم لهم من الأفكار ما تنبوعن مبادئ الإسلام, وهذا الذي يتكرر على أرض مصر كل جمعة وأحيانًا كل يوم, ويؤدي إلى خسائر في الأموال والأنفس, وينشر الرعب في أرجاء بلاد كانت آمنة مطمئنة حتى طمع هؤلاء في حكمها هوخطر لا على مصر وحدها, بل وعلى أوطان العرب والمسلمين جميعًا, وإذا كانت الحكومة المصرية إلى اليوم تحاول ضبط النفس أمام كل هذه التصرفات الخاطئة, فلا أظنها ستصبر بعد الآن, وستواجه بحزم كل هذه الفوضى, وإن لم تواجه هذه الانفلات الأمني, فأخشى ما أخشاه أن يتولى الناس ذلك فيقع ما لا يحمد عقباه, فإذا واجه المصري مصريًا مثله دفاعًا عن نفسه وبيته وعرضه, فإن مثل هذا إن وقع سيؤدي إلى حرب أهلية, إن اندلعت فلا أحد يمكن أن يتنبأ متى تنتهي, ولا شك أن درء خطرها عن مصر واجب كل مصري, وكل عربي ومسلم, فلا أحد منا يريد لمصر أن تضيع لنصر موهوم لجماعة الإخوان, وهم جماعة لا ترى مسلمًا إلا من آمن بمنهجها, ولهذا فهي تلحق بها الأطفال في سن العاشرة ليمكنها أن تشكلهم كما تريد, وليتحول فيما بعد جنديًا توجهه الجماعة كما تريد ويطيع, بمنهجها المبني على طاعة عمياء للمرشد أولًا ثم لقيادات الصف الأول, ثم يتدرج الأمر إلى طاعة المسؤول عن الأسرة أوالمنطقة, والغريب أن هذه الجماعة استقت ترتيباتها من الماسونية العالمية, رغم أن منهجها بعيد عن هذه الجمعية التي يسيطر عليها اليهود فترتيبات الأعضاء منذ التحاقهم بالجماعة وحتى وصولهم إلى أعلى المراتب في شورى الجماعة أومكتب الارشاد هي نفس الترتيبات, مما أدى إلى انفصالهم عن واقع الناس في مصر, وفيما بعد عن واقع المسلمين كافة, وهم يؤمنون بدولة الخلافة وهذا الإيمان أبعدهم عن الواقع المعاصر, فآمنوا بأنهم لن ينجحوا حتى يهدموا كل الواقع المعاش ليبنوا تلك الدولة التي يريدون, ولهذا فما يفعلون اليوم في مصر إنما يدخل تحت تحقيق الأماني الإخوانية, فسقوط الدولة المصرية وسيلة لإقامة دولة أخرى هم المتحكمون فيها, ولعل هذا واضح كل الوضوح في أدبياتهم خاصة (معالم في الطريق) الذي أصبح دستور الجماعة بعد عودتها إلى الحياة بعد أن غابت زمنًا, حتى أصبح مكتب الإرشاد كله من التيار القطبي, ورغم أن الخروج من الجماعة توالى منذ تولي هذا التيار أمرها, حتى بلغ ما صدر عنهم من كتب تنتقد الجماعة (150) كتابًا إلا أن هذا التيار فيه غلوشديد, يرى الانعزال عن الناس لإيمانه بأنهم كفروا ودخلوا رواق الجاهلية المعاصرة, فهوتيار مكفر, ومن سوء حظ الناس في مصر أن الجماعة لم تفكر في دخول الساحة السياسية إلا في ظل قيادة قطبية, رغم أن طيف كرسي الحكم لم يفارق أذهان قادتها منذ أنشأها حسن البنا, فهي جماعة نشأت من أجل الوصول للحكم, ولا تصدق أنها في يوم من الأيام كانت جماعة دعوية, إلا بمعنى جمع الانصار وحشدهم من أجل الوصول إلى الهدف المرغوب, ويبقى لنا أن ننوه عن المدافعين عنها من غير المصريين, وهم فيما اعتقد نوعان, نوع خدعه معسول الكلام من إخواني أوإخوانيين تحدثوا إليه وزرعوا في ذهنه أنهم إنما يريدون نصرة الإسلام, وبعاطفته الإسلامية صدقهم, أورجل انتظم في سلك التنظيم الإخواني المسمى العالمي, والذي وجوده حقيقي وله أعضاء في كل أقطارنا الإسلامية وفي بلادنا عرفنا منهم أشخاصًا كانوا يحضرون اجتماعاته التي كانت تعقد في جنيف أول الأمر, ثم في عدة بلدان بعد ذلك, واليوم أصبح له مقر جديد في تركيا, وإخواننا هنا الذين يدافعون عنهم لا يخرجون عن هذين الصنفين, ونحن نرجولهم أن يعودوا إلينا دون خسائر وهوما نرجوه والله ولي التوفيق.