الجنادرية وشغب مستمر

كلما تكررت المناسبات لحدث هام مثل معرض الكتاب أو مهرجان الجنادرية, وجدنا فئة من الناس أصبحت معروفة بأعيانها تقوم بشغب بالتوجه الى مقر هذه الأنشطة لحجة احتساب لا وجه له, وليسوا حتماً من أهله, ولم يؤذن لهم فيه, ولكنهم يعانون فراغاً فكرياً وتعطلاً عن عمل نافع مفيد, فيشغلون أنفسهم بمثل هذا الشغب على الناس يلتفتون اليهم, ويتعرفون عليهم, فيدعون إصلاحاً هو في الحقيقة فساد, وتتكرر الصورة كل عام, وهم في عامنا هذا ابتدعوا لوناً جديداً من غزواتهم التي يدعون أنها احتسابية, وهي شغب مخطيء, فذهبوا إلى مقر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليحتسبوا عليها, بأنها لم تقم بوظيفتها في مراقبة ما يزعمون من اختلاط بين الرجال والنساء في الجنادرية يزعمون باطلاً أنه محرم, فلبسوا مشالحهم وأسدلوا غترهم على الجباه وحوقلوا, واجتمعت أعدادهم لتخفيف كما يظنون من يذهبون إليه, ولو أننا نطبق أنظمتنا بحسم لما تكررت هذه الصورة ولأدت العقوبة الى منع هؤلاء من ممارسة هذا الشغب, ومنعت غيرهم من أن تسول لهم أنفسهم أن يفعلوا نفس الفعل, فلابد لزمن الفوضى أن ينقضي, ولابد للأنظمة من أن تفعل, فحضور الدولة في الحياة العامة أمر ضروري, حتى لا نرى من صور الحراك الاجتماعي المزيف, والذي له غايات أخرى يراد إثارتها عمداً لتعطيل كل نوع من أنواع التطور والتحديث المرغوب فيه من الجميع في هذا الوطن الأغلى, والذي يفديه الجميع بكل غال ورخيص, وكل محاولة تعطيل لجهود الدولة والمواطن في حياة أفضل هو في واقع الحال جريمة لا يجب ان يستهان بها, بل على الجميع أن يدركوا أن التعاون على البر والتقوى هو ما يزيل كل احتقان مفتعل في هذا المجتمع لا غاية له سوى إحداث فرقة فيه بين الناس, ونصيحتنا لهذه الفئة ان تشتغل بما يعود عليها بالنفع بعيداً عن هذا الشغب, ففي هذا المجتمع رجال يسعون الى تمتين الروابط بين أهله على أسس في الخير تجلب له المصالح وتدفع عنه المفاسد, وليس في حاجة الى جهل يدعى انه علم, وشغب يدعي انه احتساب, وليبحثوا لهم عن اعمال مشروعة يقيمون بها لهم حياة كريمة بعيدة عن الاضرار بحياة الناس في هذا المجتمع الطيب, فهل يفقهون هذا ويرجعون الى جادة الصواب, هو ما نرجو ,ولله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: