(القتلة المجرمون ليسوا مجاهدين)

تتزايد جماعات التطرف في مجتمعاتنا المسلمة كل يوم، حيث يجدون منظرين وللأسف خارج التعليم وداخله، يروجون لهم أن قتل المسلمين المختلف معهم جهاداً ورأينا بعض مراهقينا يتركون حتى طلب العلم ليلتحقوا بجماعات حظها من الدين قليل، وقلة علم افرادها يوردهم المهالك.
وهذه الجماعات اذا اختلفت فيما بينها نشبت المعارك بينها شرسة، فقتلوا بعضهم بعضاً ومثلوا بالجثث، نقل ذلك الصحفيون وصوروه ، والغريب ايضاً ان القاتل يصور قتيله، وقبل ايام قليلة تداولت المواقع صورة رجلين أحدهما مقتول ومفصول رأسه عن جسده، ثم وضع فوق جثته، ومن قتل ينظر إليه والآخر الذي معه يدبر.

وهذه الصورة البشعة أثارت استياء كل عاقل إلا أن بعض من يدعون التدين في بلادنا، ثاروا عند اي تعليق استياء مما يفعل هؤلاء المجرمين لان بعضهم لايزال يعتقد ان هؤلاء جهاديون كما زعموا.
ولعل بعض أدعياء العلم هم من ورطوهم في هذا القتل المريع حينما حموسهم الى الذهاب الى مواطن النزاع في كثير من انحاء اقطارنا الاسلامية، وهم يعلمون انهم انما يقاتلون مسلمين وقد نهوا عنه، فقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار).
قلت يا رسول الله : هذا القاتل فما بال المقتول قال: : (إنه كان حريصاً على قتل صاحبه).

وهذا ولا شك حال هذين الذين تداولت المواقع صورتيهما وأحدهما قتل صاحبه ثم احتز رأسه وفصله عن جسده ووضعه على جثته تنكيلا وتمثيلا.
وكلها أفعال محرمة توعد الله صاحبها بالنار، فاذا جاء الجاهل يدافع عنهما ويقول لا حكم بالنار عليهما، ولم يحكم أحد على معين منهما بالنار وان كانا قد استحقاها بفعلهما القبيح وبنص الكتاب(ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) وقد سقنا من السنة ما يثبت هذا، فلو أن قائلاً: لعلهما لا يريان الحور العين كان صادقاً غير آثم ولكن الجهل في قومنا كثير.

وكم من ورع بارد قاد صاحبه الى المهالك، يشجع به قتلة مجرمين على ما يفعلون، ويظن هذا دعوة للجهاد، وهيهات أن يكون الاقتتال بين المسلمين جهاداً وأما إذا تحول إلى فعل شنيع كهذا فهو جريمة لا تغتفر ، فاللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: