المجرمون ليسوا جهاديين

يفرح المجرمون الغارقة أيديهم في دماء المسلمين وغير المسلمين بهوى أنفس أمارة بالسوء، بوصفنا لهم بأنهم جهاديون، أو أنهم ينتمون إلى تيار نسميه إسلامياً، وكأن تيار الأمة الغالب لا يستحق أن يكون هو الإسلامي، المنتمي إلى هذا الدين الحنيف عامل به، لمجرد أنه مغاير لهؤلاء الذين يسمون أنفسهم إسلاميين، وهؤلاء المجرمون كثر في بلادنا وغيرها من بلدان المسلمين من يحسن الظن بهم، ويبرر لهم الأخطاء بالقول إنما دفعهم إليها حماسهم للدين، مع أن ما يقومون به لا صلة له بالإسلام أصلاً، بل إن العقل يستنكره ويراه قبيحاً، ولو أننا نسمي الأشياء بأسمائها لما أطلقنا عليهم لفظاً يحبوهم بخير مزية لدين الإسلام إلا وهي الجهاد الذي فرضه الله على من يعتنقون هذا الدين الحنيف، وضبطه بأحكام ما امتثلت إلا وكان جهداً خيراً يرفع عن البشرية كل ظلم، وينشر عدلاً وحرية ومساواة، فما جاء هذا الدين للعدوان على البشر حتى ولو لم يؤمنوا به، فالمبدأ الأصيل فيه (لا إكراه في الدين) والمكره لا ايمان له، ويأمر بالعدل مع غير المسلم ولو كان عدواً، بل ويأمر بأن نبره إذا لم يعتدِ علينا ولم يبادر إلى كراهية لنا دون سبب، فآيات كتاب ربنا شاهدة على ذلك، والذين أضلهم الشيطان فاحترفوا العنف الذي نسميه في عصرنا الإرهاب، وهم يعتمدون تنظيرات تلبس زوراً ثوباً إسلامياً ينبو عنها، فإزهاق الأرواح من أعظم الكبائر في الإسلام، وكذا العدوان على الأعراض والأموال، وقد عاثت فساداً هذه الفئة التي نسميها الضالة، وكأننا نلتمس العذر بأن أضلها غيرها، والحقيقة أن المنظرين لهذا العنف والقائمين عليه في الجرم سواء، هم محاربون لله ولرسوله – صلى الله عليه وآله وسلم- وخارجون على الدين والأمة، ومواجتهم بمثل ما فعلوا هي القصاص العادل، وإنا إن فعلنا ذلك وطبقنا من العقوبات الشرعية التي شرعها الله لمعاقبة المفسدين في الأرض من أمثالهم المحاربين، ونفذنا فيهم الحد الشرعي، لما وجد التنظير الفاسد المضل، من يصدقه ويتفاعل معه، فالمجرمون لا يردعهم سوى العقوبات الشديدة، ولعل في العقوبة عبرة لغيرهم ممن أصبح ديدنه التكفير والتفسيق والتبديع ليثير فتنة تفرق الصف، وتضر بمستقبل الأمة فهل نحن فاعلون هو ما نرجو والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: