كلما نظرت الى شاشات التلفزيون لأسمع الأخبار، أخبار هذا العالم الذي نعيش فيه، تصورت ألَّا أخبار تُبث في هذه الأيام سوى أخبار الدمار التي تنتج عن معارك وحروب تشن في هذا العصر، وتنحصر في حروب يوقدها إرهابيون وينفق عليها عشاق دمار وتقتيل تتحكم فيهم سادية تعذيب لبني البشر، نرى آثارها في عدة بلدان تكاد اليوم أن تفرغ من سكانها، ليحل محلهم جيوش مرتزقة توقد بها حروب عبثية في أقطار من هذا العالم ينفق عليها هواة حروب أهلية ثروات بلدانهم رغم حاجة شعوبهم اليها، وبعضها يعاني من مشكلات اقتصادية مدمرة، فأشعر بالخوف أن يصل العالم الى حروب عبثية لا تنقطع، ولا أمل ينبثق ليقضي على هذه الحروب، ومع هذه الأخبار التي تتوارد عن انتشار مرض الكورونا المستجدة في عدة دول بدأت بالصين، وأصبحت تعم الكثير من بلدان العالم يتأثر بها اقتصاد العالم، ورغم الجهود المضاعفة لحصر هذا المرض اللعين إلا أنه ينتشر في بلدان العالم ولا أظنه سيتوقف سريعاً، فلا يزال يتمدد في مساحات من هذا العالم تتضاعف كل يوم. وأعجب لهؤلاء الذين ينفقون على حروب أهلية في عدد من بلدان هذا الشرق المبتلى بإيران ومعها قطر وتركيا، هؤلاء ينفقون لبث حروب أهلية طمعاً في أن تكون لهم زعامة موهومة في هذا العالم المبتلى بهم، وأعلم يقيناً أنه عما قليل ستنقشع الغمة، ويعود للعالم استقراره المعهود، ويصبح ما جرى تجربة خاضها العالم وسيستفيد منها مستقبلاً، فلا يسمح لدولة مهما كانت ثرواتها أن تنشر الرعب في هذا العالم طمعاً في أن تحوز على مساحات نفوذ فيه، حتماً لا يستطيع الدفاع عنها ولو بلغت ثرواتها نصف ثروات هذا العالم، ولكنه الوهم الذي يقود أصحابه الى الدمار سريعاً، وإني لأرى بعين اليقين أنه قادم لا محالة، فما أنتج الشر الَّا شراً لصاحبه، ولم يعرف على مر التاريخ أن شراً أنتج لأصحابه نصراً أو نفوذاً، ولكن الانسان عندما يفقد صوابه يتوهم كثيراً مما لا يتحقق أبداً، مما ينفيه العقل والشرع معاً، وتعمل الإنسانية ضده في النهاية فينهزم مثيره هزيمة نكراء ويسقط، وتجارب الحروب العبثية سجلها التاريخ لتبقى على مر الأيام محذرة لمن يتبنونها أنها طريق صعب يؤدي إلى هزائمهم المنكرة، ولعل الناس يعتبرون.