أظن أن نهاية هذا التوقف الطويل عن العمل في كافة المجالات منذ بشَّرتنا الصين بوباء كورونا (كوفيد 19) وانتشر في بلادنا كما انتشر في كل بلدان العالم، واضطرت الحكومات لاتخاذ إجراءات أجبرت الناس على البقاء في بيوتهم مدة طويلة، ولا يزالون كذلك.. تلك النهاية قد باتت قريبة بإذن الله.
ويوم يُعلن عن دعوة الناس للعمل سواء بنهاية هذا الوباء، أو بالعودة الى الأعمال مع اتخاذ إجراءات وقائية نسأل الله عز وجل أن تكون كافية، لأن الاستمرار في عدم العمل خسارة للبشر في دخولهم التي هي عماد حياتهم، وخسارة للدول في دخولها التي هي قوام اقتصاداتها.
ولن يستمر هذا بإذن الله طويلاً وإلا انهار الاقتصاد العالمي، وهو ما لن يكون، فالعودة الى العمل لن يطول أمدها سواء بالقضاء تماماً على هذا الوباء الخبيث، أو باتخاذ أسباب واقية منه حين العمل، حتى لا تخسر الدول كل مقومات حياتها، فهو أمر لا بد منه. وأرى الحكومات في شتى بلدان العالم بدأت الخطط التدريجية في العودة الى العمل وفتح مجالاته لمواطنيها حتى لا تتدهور اقتصاداتها.. وهكذا بدأت الدول تدريجياً بفتح مجالات العمل مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية من أجل الحفاظ على الوقاية من المرض ما أمكن، وعاد الناس في بعض البلدان إلى أعمالهم بشوق، وبدأوا في الإنتاج بجدية.
ونحن مثل باقي دول العالم سندعو المواطنين عما قريب بإذن الله للعمل في مجالاتهم التي كانوا يعملون بها مع اتخاذ أسباب الوقاية، ونسأل الله عز وجل أن نوفَّق كما وفِّقنا من قبل في تجنب الزيادة في أعداد المصابين بالمرض في بلادنا، وأن تقل الوفيات بسببه لدينا. ونحن حينما نعود إلى العمل آمل أن يكون كل منا يدور بخلده أن يعوِّض الوطن من جديد عما فاته من عمله، فنجتهد في أعمالنا حتى تزدهر الحياة من جديد في وطننا، وحتى نستطيع أن نفي للوطن عما فاتنا أثناء بقائنا في البيوت مدة طويلة من عمل جاد لنفع البلاد والعباد بإذن الله.