(حديث عن عجز في صندوق التقاعد)

أعلم يقيناً أن أي حديث عن عجز في صندوق يصرف منه رواتب الفئة التي خدمت الدولة عمراً، ثم تقاعدت بقوة النظام خاصة، بعد أن أفنت زهرة عمرها في خدمة بلدها ومواطنيها، وفي اي مجال من مجالات الخدمة العامة التي توفرها الدولة لمواطنيها، أعلم يقيناً أي حديث عن عجز في هذا الصندوق بما لا يفي بحقوقهم هو حديث خرافة، لا يمكن لأحد أن يصدقه بحال.
ذلك أن نظام التقاعد مفترض فيه أنه بني على دراسات علمية وميدانية، توقعت اعداد المتقاعدين المفترضة في الماضي والحاضر والمستقبل وإلا فهو نظام لم يوضع على هذه الأسس بل ارتجل إرتجالاً ترتب عليه ضياع الحقوق، وان كنت لا أظن أن هذا قد وقع، فنحن لا نجد في اي مكان من هذا العالم الذي نعيش فيه مثل هذا الحديث، الذي لا فائدة له سوى بث الخوف في نفوس المتقاعدين الذين بلغوا من السن أقصاه، يعانون كبر السن مع ما يصاحبه من أمراض وضعف، ولا أحد ممن حولهم يشعر بما يعانون سواهم فهم لا يجدون الرعاية الصحية إلا بشق الأنفس وكثير منهم دخله لا يوفر له الضروريات الا بقدر ما يبقيه حياً، ينتظر بصبر لقاء ربه. فيأتي صحفي بخبر أن الصندوق الذي تصرف منه مرتباتهم يعاني عجزاً قد يفرض عليهم ألا يتسلموا مرتباتهم مدة طويلة أو قصيرة ، حتى يوجد مورداً يسد منه هذا العجز.
ويدور على صفحات الصحف حديث عن هذا العجز وكأنه فعلا قد وقع وأن المسؤولين عنه يفكرون جادين كيف يستطيعون توفير مرتباتهم ويحلل المحللون ويتحدث عن هذا الاقتصاديون.
ودون ان يتفضل رئيس الصندوق او المسؤول عنه بحديث عن هذا العجز الذي يتحدث عنه الناس، بتصريح بشفافية تامة عن هذا العجز الذي يتحدث عنه الناس، بتصريح بشفافية تامة عن هذا العجز إذا كان موجوداً وكيف يمكن سده، أو ليرد على من يثيرونه إذا لم يكن موجوداً ليبلغ المتقاعدين حقيقة ما وقع ليعرفوا ما ينتظرهم مستقبلاً، ولكنهم لم يسمعوا منه شيئاً يطمئنهم وكأنه هو وموظفيه لا يعنيهم الأمر، وهم من يديرون اموال الصندوق وهم من قد يعرضونها للتضاؤل عاماً بعد عام، عن طريق استثمارات تخسر ، وهو ما يساءل عنه أولئك ، كما يسأل عنه إدارة الصندوق وتحاسب عليه، وأتمنى على الجهات الرقابية المالية مراجعة حسابات هذا الصندوق بدقة وابلاغ الناس بالحقيقة بشفافية تامة.
كما أرجو أن تعلن الدولة عن تضامنها مع الصندوق وتوفير مستحقات المتقاعدين دون النظر لما وقع ، فهم لا ذنب لهم بما يحدث في الصندوق من عجز، فالدولة هي المسؤولة أولاً وأخيراً عنهم وعن مرتباتهم، فاذا كانوا لا يجدون من الخدمات ما يرعى شيخوختهم ، فلا أمل أن يطمئنوا على مرتباتهم التي استحقوها بعرقهم وجهودهم على مدى السنين ، واخذ من مرتباتهم نسبة كل شهر على مدى سنين خدمتهم الحكومية، فهل نسمع من يطمئنهم على مرتباتهم بصفة رسمية وواضحة لا لبس فيها ، فهذا مطلبهم بعد ان كثر الحديث عن هذا الامر بسبب ما نشر عنه في الصحف دون ترو ولا معرفة يقينية بالحقائق، ولا يترك الأمر لأحاديث صحفية على هذه الصورة المزعجة ، ويخوض فيها غير المتخصصين يقولون ما يشاءون دون رادع من نظام او اعتماد على وقائع صحيحة ، فهل يفعلون هو ما نرجو والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

العالم الأول الذي افترى على الأمم!!

عشنا زمناً ونحن نتحدث عن السياسة والمتقدمين في ممارستها، حتى نعتنا دولاً بأنها العالم الأول، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: