إن الأوطان في زماننا هذا الذي ترتفع فيه المنافسة بين الشعوب والدول، لا يحميها إلا سواعد أبنائها، التي تعمل ليل نهار لتنهض بها إلى مصاف الدول المتقدمة، فالوطن الذي يصمد في هذا الزمان لهذه المنافسة؛ إنما هو مَن يعمل أهله لتقدّمه في شتى مجالات العمل فيه، ويُبدعون في كل ما يعملون، في شتى مجالات البناء، زراعة وصناعة وخدمات، ينشطون في إنشاء المشروعات التي ترتفع بوطنهم إلى مصاف الدول التي تقدمت، والتي أصبحت اليوم هي مَن تقود الأمم في شتى المجالات، بهذا يستطيع كل فرد في وطنه أن يتجاوز ضعف بلده وتأخرها، في مجالاتٍ شتَّى؛ بقناعته بأن العمل والإبداع فيه هو الوسيلة الأهم للنهوض بالأوطان، وهو ما ينتشل كثير من البلدان من وهدة التخلف إلى مراقي التقدم، وأن في عالمنا دولا امتُحِنَت بالهزائم الكبرى وانتُصر عليها، حتى أصبحت في مُؤخِّرة الأمم، ولكن إحساس أهلها بأن العمل الجاد يستطيع أن ينهض بوطنهم، دفعهم للعمل ليل نهار في شتى مجالات الحياة، وسعوا لاكتساب المعارف في شتى المجالات، ورأيناهم اليوم يشقُّون الصفوف ليُصبحوا في مُقدِّمة الأمم، فها هم اليابانيون قد هُزموا ودُمِّر وطنهم، ولكنهم أحيوا دوافع العمل للنهضة في وطنهم، فنهضوا به حتى أصبحوا اليوم إحدى الدول الست صناعياً، التي لها تأثيرها في السياسة العالمية، وسلع صناعتها تجتاح العالم كله. وها هي الصين التي دمرها الغرب بنشر المخدرات فيها، استطاع أبناؤها النهوض بها، وأصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة، لها صناعات تغزو أسواق العالم. وهذه كوريا الجنوبية قد نهضت بسواعد أبنائها حتى أصبحت قلعة صناعية كبرى، وإني لا أشك لحظة واحدة في أننا قادرون على أن نكون مثلهم، وأن نشق الطريق مثلهم إلى تحقيق نهضة ترتفع بالوطن إلى مصاف هذه الدول الناشطة في النمو التي استطاعت التخلص من الركود، وأصبحت دولة يرى الناس فيها النموذج الأمثل للتقدم، وهو ما يجب أن نسعى إليه وتجتمع كلمتنا عليه، فهل نفعل؟، هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.